أكدت مصادر على اطلاعٍ وثيق بالملف السوري أن حزب الله اللبناني قام بإيواء البعض من أركان نظام الأسد في لبنان، وتهريب البعض الآخر إلى الخارج عبر بيروت، بعد أن لجأ العديد منهم لمغادرة الأراضي السورية، بُعيد إعلان الولايات المتحدة وحلفاءها حتمية توجيه ضربةٍ عسكرية لنظام الأسد. وكشفت المصادر لـ"الوطن" عن مغادرة أعداد من أركان النظام إلى الخارج، فيما بقي آخرون منهم في سورية، لكنهم تمكنوا من إخراج أسرهم وذويهم إلى الخارج، من بينهم 12 شخصيةً من أسرة الرئيس السوري. وقالت "مساكن الضباط في أحد أحياء أطراف العاصمة، تم إخلاؤها بشكلٍ تام، تحسباً لهجوم قد يشن على الضباط المحسوبين على النظام. وأضافت المصادر أن أطقم حماية الخط الأول لمطار دمشق الدولي، خضع لتغيير ملموس، حيث كان النظام يزرع جنودا من الطائفة العلوية التي ينتمي لها الرئيس، ووجه النظام بتغييرها بطوائف أخرى، كانت مستبعدةً من القيام بواجب حماية المطارات، والمواقع العسكرية الهامة. وقال ناشطون إن مركبات مدرعة وشاحنات تقل جنوداً من قوات الحكومة شوهدت أول من أمس وهي تغادر منطقة مطار دمشق الدولي، التي توجد فيها 3 قواعد للجيش متجهة نحو بلدة حران العواميد القريبة.
يأتي ذلك، فيما أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس أن بلاده ستدافع عن نفسها أمام أي عدوان، بعد تقارير عن ضربة عسكرية محتملة ضد سورية، تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها، رداً على هجوم بأسلحة كيماوية في ريف دمشق. يأتي ذلك عقب تصريحات للرئيس الأميركي باراك أوباما، أعلن فيها صراحةً، أن الأسد قتل شعبه بـ"دمٍ بارد"، وأن ذلك السلوك الوحشي هو ما غيّر حسابات المجتمع الدولي تجاه النظام". وقال "الولايات المتحدة توصلت إلى أن النظام السوري مسؤول عن الهجوم الكيماوي في الغوطة، وهو الذي أسفر عن مقتل مئات المدنيين"، واعتبر أن "معاقبة الحكومة لن تحل كل المشاكل في سورية، وهذا الأمر لن يضع حداً لسقوط قتلى في صفوف المدنيين الأبرياء". وجاءت روسيا لتحضر بقوه في مشهد الأزمة، واعتبرت أن الدعوات لتدخل عسكري في سورية بمثابة "تحدٍ صريح" لميثاق الأمم المتحدة.
في هذه الأثناء، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن فريق التفتيش الدولي الموجود على الأراضي السورية سيغادرها غداً، بعد الانتهاء من جمع الأدلة ومعاينة المواقع، ولقاء الشهود، في المناطق التي يُعتقد أنها تعرضت لهجومٍ بالسلاح الكيماوي.
ميدانياً، لقي أكثر من 30 شخصاً مصرعهم في حلب، في ضرباتٍ متكررة على المنطقة، فيما استهدف الجيش الحر بقذائف الهاون معمل الأسمنت والإسكان العسكري في حي الشيخ سعد بحلب. وفي ريف العاصمة، قالت شبكة شام الإخبارية إن قوات النظام قصفت حي الصالحية في مدينة يبرود، فيما تجددت الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في محيط بلدية مخيم اليرموك بدمشق. وفي حمص، قامت قوات النظام بإحراق عدد من البساتين القريبة من فندق الميرديان في مدينة تدمر، في وقتٍ استهدفت مدفعية النظام بعض الأحياء المحاصرة في حمص، بشكل مكثف.