خلال الفترة الماضية وعقب توجيه ضرباتٍ عدة لنظام دمشق، على يد إسرائيل، ترددت مقولة "سنرد في الوقت المناسب" على لسان أركان النظام السوري عشرات المرات، بما في ذلك "الأسد" نفسه الذي قطع مراراً بردٍ على تل أبيب "في الوقت المناسب"، دون تحركٍ ملموس، يُجسد ذلك الرد المنتظر. هذه المرة، كان خروج وزير خارجية دمشق وليد المعلم، بعد أن كشّر الغرب عن أنيابه، وقرر توجيه ضربة عسكرية للأسد مثاراً لسخرية أقطاب عدة، كان أبرزهم مؤيدو نظام الأسد، ممن كانوا يُرددون على مدى سنواتٍ مضت "بالروح بالدم نفديك يا بشار"، وسبقه بالتأكيد باستهلاك هذه الشعارات التي بلغت مرحلة "شبيحة للأبد لأجل عيونك يا أسد"، بعد اندلاع انتفاضة الشعب السوري ضد حكومته الظالمة. "فيسبوكياً"، لم تعُد صفحات مؤيدي الأسد قادرة على تحمُّل الضربة العسكرية الغربية المنتظرة، ولم يجد أصحابها طريقةً لتحمل كل هذه الضغوط على بلادهم، وبالتالي انضموا للمتهكمين على وزير خارجية بلادهم الذي ظهر على الفضائيات مرتبكاً والخوف يطل من عينيه والكلمات ترتجف بين شفتيه. حين قال "لن نسكت على مجازر اللاذقية"، في إشارةٍ إلى انتقال المعركة إلى الجهة الغربية من الخارطة السورية، أي باتجاه الساحل ذي الغالبية العلوية، الطائفة التي تنتمي لها أسرة الأسد.

ويظهر في الصورة، أن الشعب الذي تربى على ادعاءات "المقاومة والممانعة" وعاش سنواتٍ على وقعها، بات أكثر يأساً مما مضى، لاسيما بعد اتضاح صورة تلك المعادلة وتركيبتها وسقوط الأقنعة، وتعريتها عبر فصولٍ عدة، كان آخرها فصل "السلاح الكيماوي"، الذي كانت تلك القوى تعتبره سلاحاً لكسر التوازن في مواجهة تل أبيب، لكنه تحول مع انتفاضة الشعب السوري على نظام بشار الأسد، إلى الشعب السوري. وتأكد أخيراً زيف تلك الادعاءات وسقوطها عقب التدخل السافر لحزب الله اللبناني والفيالق الإيرانية التي استعان بها نظام الأسد لسحق شعبه وقتل المتظاهرين العزل في انحياز طائفي فاضح. وهي السقطة التي لم يستطع النظام تبريرها.