بدأت عدة دول مجاورة لسورية في اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة احتمال تدفق اللاجئين السوريين إليها على خلفية الضربة العسكرية الأميركية المرتقبة، وأشار مسؤولون في تلك الدول إلى اكتمال الإجراءات اللازمة لمواجهة ذلك الاحتمال. ففي لبنان أعلن وزير الشؤون الاجتماعية بحكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور، أن العمل جار لاستيعاب أي أعداد أخرى من النازحين السوريين عبر إقامة مركز استقبال للاجئين السوريين، وقد تم تحديد موقع لاستقبالهم داخل المنطقة العازلة بين البلدين وإيوائهم موقتا ريثما يتم تنظيمهم وإدخالهم إلى البلد. وشدّد على أن إقامة مخيّمات للنازحين تحتاج إلى قرار سياسي لم يتم اتخاذه حتى الآن، وتابع: "مركز الاستقبال عند الحدود سيؤوي النازحين بصورة موقتة، وهو ليس مخيما. ويجب التركيز على خيارات كانت طرحت سابقا كاستضافتهم في دول غربية وعربية".

وفي الأردن بدأت إدارة شؤون المخيمات السورية في مديرية الأمن العام أمس بالتنسيق مع منظمات دولية مانحة لاتخاذ إجراءات عملية لمواجهة أي نزوح جديد في حال وقوع ضربة عسكرية على سورية. وجاء في بيان للمديرية أن إدارة شؤون المخيمات بدأت بتهيئة مخيمي الأزرق والزعتري من أجل استيعاب أعداد كبيرة من اللاجئين تزيد على أعداد الموجودين فيهما.

وأوضح البيان أن المعدل الطبيعي لتوافد النازحين للأردن سيصل إلى ألف لاجئ يوميا، ومن المرجح ارتفاع العدد في حال تعرضت دمشق لضربة أمريكية. وأضاف البيان أن الأردن مستعد لاستقبال الأعداد الجديدة من اللاجئين السوريين.

وفي العراق طالبت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، الحكومة بتأمين الحدود مع سورية وإرسال عناصر أمنية إضافية لسد الثغرات في حال تعرضت دمشق إلى ضربة عسكرية. وقالت عضو القائمة عتاب الدوري: "الوضع السوري في غاية الخطورة، وسيلقي بظلاله بشكل مخيف على العراق، في حال لم تتخذ الحكومة الحيطة والحذر. كما شكَّلت الحكومة العراقية لجنة عليا لوضع آليات لتأمين الأغذية والأدوية والموارد الضرورية للنازحين الذين ينتظر أن يتدفقوا عبر الحدود من سورية، إلى جانب متابعة الجوانب الأمنية لمنع دخول أي عناصر إجرامية. وقال الأمين العام لمجلس الوزراء علي العلاق في بيان رسمي: "العراق يراعي الجانب الإنساني من خلال توفير احتياجات اللاجئين السوريين"، مؤكدا أن المؤشرات المتوافرة تشير إلى توجيه ضربات محددة لأهداف بعينها لإضعاف نظام الأسد للدرجة التي لا يستطيع معها استخدام أي أسلحة فتاكة.

إلى ذلك، أعلن مصدر رسمي تزايد معدلات دخول النازحين السوريين خلال الأسبوعين الماضيين إلى إقليم كردستان العراق الشمالي لأكثر من 50 ألفا، فيما تبذل حكومة الإقليم جهودا متواصلة لتأمين احتياجاتهم. وقال مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم ديندار زيباري إن هذه الموجة تعتبر الأكبر.

من جانبها، أعلنت تركيا والعراق وإسرائيل أنها وضعت قواتها في حالة تأهب قصوى تحسباً للضربة، بينما أعلنت الأردن عن إجراءات قصوى على حدودها الشمالية تأهباً لأي تطورات محتملة.

كما أعلنت روسيا أنها تستعد لإرسال بارجة عسكرية إلى المنطقة.