قضية (اتهامات) إبراهيم هزازي لاعب الاتفاق بالإساءة لطفل يتيم منتسب لجمعية إنسان خلال مباراة الشعلة والاتفاق، وما واكبها من لغط، فتحت آفاق تطوير دمج (اليتيم) بالعمل في المجال الرياضي.
وشدتني آراء زملاء في بعض البرامج الفضائية ممن تحدثوا عن تخصيص أماكن للأيتام وإبعادهم عن المضمار وعدم إشراكهم في جلب الكرات، لا سيما أن اليتيم الذي صار حديث الجميع كان من بين من يجلبون الكرات للاعبين في مباراة الشعلة والاتفاق.
هناك آراء أخرى تحدثت عن الإساءة لليتيم من خلال هذه القضية حتى لو كان هزازي بريئاً، وهو ما ثبت من خلال توضيح صالح اليوسف مدير جمعية إنسان الذي يشكر على شفافيته وإخلاصه وحرصه على إحقاق الحق.
وهنا أقول إن (اليتيم) يجد العناية من جمعية إنسان تقوم عليه بكفاءة، وأنتجت مبدعين وساعدتهم بوظائف وتدريب ضمن واجبات الحكومة الرشيدة.
ومثلما يقال (رب ضارة نافعة)، ومن خلال تداعيات هذه القضية وأهمية الرياضة في بناء المجتمع وتعاضده وتكاتفه، أقترح ما يفيد الأيتام والاستفادة منهم، وربما بعض ذوي الاحتياجات بأن يكونوا ضمن العاملين في الملاعب، وبما يفتح لهم آفاق الرزق والعمل، وبما أن إدارات الملاعب تدفع مكافآت لمن يجلبون الكرات فإن دمج هذه الفئة في العمل من خلال هذه الوظيفة الإضافية سيحقق كثيراً من الفوائد على صعيد التدريب والتعامل مع آخرين لا يقلون عنهم في شؤون الحياة، ومن دواعي التأكيد على إحقاق مبدأ (السواسية).
والأكيد أن اليتامى يختلفون عن (المعاقين) الذين تم تخصيص أماكن لهم بسبب العجز الحركي أو أي إعاقة أخرى، بينما اليتيم يتمتع –في الغالب- بسلامة الجسد، وهو بحاجة للعطف وتلبية احتياجاته المعنوية والمادية بما يعوضه جزءا من مآسي فقد والديه أو أحدهما.
وبالتالي فإن توفير مثل هذه الفرصة كدخل مادي ومن باب التعلم والتدريب والاندماج مع زملائه سيحقق فوائد عظيمة بدلاً من إشعاره بتعامل مبالغ فيه قد يزيد الأعباء النفسية دون إدراك.
وهنا أجزم (لو) أن الجمعية سألت الأطفال في مثل هذا التوجه ستصل إلى حقائق دامغة بما يعزز قيمتهم في المجتمع، مع التنويه بحسن عمل وتعامل الجمعية واهتمام الدولة وتفاعل رجال الأعمال ومحبي الخير امتثالا لهدي رسولنا النبي الأمين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرق بينهما".
وبالمناسبة، بقدر ما نلوم كل من تحدثوا واتهموا هزازي وأساءوا لليتيم، ونطالب أيضا بمعاقبتهم، فإن نائب رئيس الشعلة عبدالله الفواز يشكر على تراجعه عن حديثه واعتذاره موضحاً أنه تلقى المعلومة من مسؤول في الجمعية وبوجود شهود، مبدياً استعداده للذهاب إلى مقر نادي الاتفاق في الدمام للاعتذار لهزازي وإدارة الاتفاق، ومعترفاً أنه يستحق العقوبة أياً كانت، بينما توارى مسؤول الجمعية عبدالله الحربي ورفض الرد على الاتصالات من بعض القنوات ومن الفواز.
وبالتأكيد أن تصريح صالح اليوسف كاف وواف، لكن كان حرياً بالحربي أن يخرج ويعتذر أو يوضح الصورة.
وبالنسبة للأيتام المشاركين فإنهم يستحقون الشكر أضعافاً مضاعفة على عدم إلصاق التهمة بشخص بريء مثلما أكد صالح اليوسف.
ويثمن لهزازي خروجه مباشرة وفي اليوم التالي لنفي تهمة خطيرة، مقسماً بالله، كونه كان في موقف صعب جداً ومحرج، سائلين الله أن يوفقه لما هو أفضل.
نسأل الله التوفيق في خدمة الأيتام وذوي الاحتياجات وأن نسمو دائما في تعاملنا على كافة المستويات.