أن تشترى "بهيمة" بقيمة عشرة ملايين، وعشرين مليوناً.. بل وثلاثين مليوناً، فلا أظن أحداً سبقنا لذلك في هذه المنطقة منذ عروة بن الورد وعنترة بن شداد وحتى اليوم!
كثيرون تحدثوا عن هذا الموضوع خلال السنوات الخمس الأخيرة دون جدوى.. لا حياة لمن تنادي.. اللافت أنك حينما تنتقد هذه الممارسات، وتطالب بسجل أصحابها في الأعمال الخيرية يخرج لك من يرد عليك بلغة بليدة: "وهل لابد أن يخبروك بما يقدمون من أعمال الخير"؟!
نعم، لابد أن يخبروني بسجلاتهم في خدمة المجتمع.. لابد أن يقدموا لي ولغيري بالرقم ما إسهاماتهم في دفتر الخدمة الاجتماعية؟!
عشرون مليونا ثمناً لبهيمة ليست بالرقم السهل.. هذا ضربٌ من الإسراف الممقوت.. مؤكد أن هناك الكثير من الكتّاب قد سردوا الأعمال الممكن القيام بها بواسطة هذه المبالغ.. ولا بأس من أن أجتهد مرة أخرى في سردها: عشرون مليونا تستطيع أن تسهم في تزويج 400 شاب.. تستطيع أن تشتري 400 سيارة لـ 400 أسرة فقيرة.. تستطيع أن تشتري 200 سيارة لـ 200 شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة.. تستطيع أن تؤمن 40 مسكناً لـ40 أسرة فقيرة.. تستطيع أن تكفل خمسة آلاف يتيم لمدة سنة كاملة.. تستطيع أن تبتعث ألف شاب فقير لدراسة اللغة لمدة ثلاثة أشهر.. تستطيع أن تسدد ديون 200 مُعسر.. تستطيع أن تصرف راتبا شهريا بقيمة 3000 ريال لـ 555 فتاة عاطلة لمدة سنة كاملة.. تستطيع أن تسدد فواتير كهرباء لخمسة آلاف أسرة فقيرة لمدة سنة كاملة..
لكن هذه الـ 20 مليون ريال تذهب قيمة لـ"بعير" من أجل الاستعراض، و"الهياط" و"منقية فلان".. و"منقية علان".. ولو حاول البعض أن يقنعوني بزين "بعارينهم" الذي يستلزم هذه الأسعارالفلكية فلن ينجحوا - "إنجلينا جولي ماهو بعير" - اللهم إلا إن كان "وراء الأكمة ما وراءها" كما تقول العرب!
الخلاصة: الذي يحدث في هذه المزايدات المخجلة ضربٌ من الإسراف.. ولذلك فإنني أطالب علماءنا الأفاضل برأي شرعي في هذه الممارسات.. لابد من الأخذ على يد هؤلاء..