في المقالة السابقة، قلت بأن ندرة المرافق الرياضية أدت لندرة ممارسيها من الأطفال والشباب والكبار فزادت نسب الأمراض وزادت الجريمة واستهلاك الخمور والمخدرات وما يترتب عليها من أمراض خطيرة فزادت الصيدليات وانتشرت بشكل كبير وملفت للنظر.
واستناداً لتصريح الأمير نواف بن فيصل، لإحدى الصحف المحلية بشأن توجه الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتأسيس منظومة تطوير لكافة الألعاب مع المعنيين بمنظور استراتيجي لتطوير عناصر المنظومة الرياضية لتلعب دورها في رعاية الشباب السعودي صحياً وتربوياً وأمنياً واجتماعياً ونفسياً واقتصادياً تساءلت في آخر المقالة السابقة ما الذي يعيق الرئاسة عن ذلك؟ وكيف يمكن أن تنطلق وبأسرع وقت وبصيغة مثلى؟
وأقول إن رعاية الأطفال والشباب والعمل على استثمار أوقاتهم بما يفيدهم تتم حسب العمر من خلال ثلاثة مجالات رئيسية الأول التعليم، حيث يقضي الطالب نصف نهاره في مقاعد الدراسة، والثاني العمل الذي يستهلك 8 ساعات من وقت الموظف، والثالث الترويح الذي تأتي الرياضة في مقدمة بدائله وذلك "الوقت الحر"، وهو وقت خاص لإنماء الشخصية وممارسة الهوايات والخيارات.
والواقع يقول إن لدينا منظومة متكاملة للتعليم من قبل وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، كما أنه لدينا منظومة متكاملة للتوظيف من قبل وزارة العمل وصندوق الموارد البشرية وديوان الخدمة المدنية، ولكل من هذه المنظومات برامج تطويرية رائعة وفاعلة تنفق عليها عشرات إن لم تكن مئات المليارات، ولكن ليس هناك أي برنامج تطويري يذكر ولو ببضعة مليارات لرعاية جيل كبير من شباب اليوم والغد والذين يتجاوز عددهم 13 مليونا على أقل تقدير رغم خطورة وضع الشباب.
الحالة التي عليها الموازنة المالية الضعيفة لكل من الرئاسة، والاتحادات الرياضية والأندية الرياضية ومع انعدام التعاون بين هذه القطاعات والجهات التي لها علاقة بشكل أو بآخر بالرياضة مثل الجامعات والمدارس الحكومية والأهلية والبلديات، لا يمكن التعويل عليها في النهوض بمهمة رعاية الشباب وتنميتهم وحمايتهم من مخاطر "وقت الفراغ" وما يترتب عليه، ما لم تدعم ببرنامج وطني على قرار برامج خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم وتطويرالقضاء وبرامج معالجة المشكلة الإسكانية ومعالجة مشكلة البطالة.
أجزم بأن مستوى مشاكل الشباب تعادل في الأهمية هذه القضايا كما أنها تحظى برعاية خاصة من لدن القيادة، ولهذا أتمنى أن تطلق الدولة برنامجاً تطويراً مشابهاً لبرامج تطوير القضاء والتعليم وغيرها تنفذه الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتكون مهمة هذا البرنامج تطوير كافة عناصر المنظومات الرياضية من منشآت وإداريين وفنيين بالتكامل مع وزارات: التربية والتعليم، والتعليم العالي، والشؤون البلدية، والقروية، والمالية، والتجارة، والعمل، وغيرها.