عرف عن الفنانين المصريين حبهم للظهور الإعلامي، باستثناء نزر قليل. لا يجيد بعضهم الحديث على طبيعته، وهؤلاء يتجنبون الظهور في المقابلات خوفا من الإحراج مع جماهيرهم، لكن الفنان عمرو دياب، يحجم عن الظهور الإعلامي خوفا على جماهيريته، فلا يعرف عنه أحد إلا أغنياته التي ما زالت تضرب ضربا مدويا في العالم العربي والعالم.
"الهضبة" كما يلقبه الجمهور المصري، يعد حالة استثنائية، فكلما زاد نجاحه وطارت أغنياته في أصقاع العالم، ازداد احتجابا عن الناس والأضواء. لا تراه إلا واقفا يغني على المسرح، بعيدا عن الإعلام والبرامج الفنية والمزايدات والمواقف السياسية التي حجمت كثيرا من جماهيرية فنانين كثر.
وحتى الأفلام توقف عمرو دياب عن الدخول في معتركها، مكتفيا بفيلمه الوحيد والمختلف "آيسكريم في جليم" ومشاركات أخرى لا تذكر. وهذا الفيلم تحديدا صنف ضمن أفلام المقاولات في حينها، استمرارا للانتقادات التي كانت تطال مسيرته الفنية منذ أغنيته الشهيرة "ميال" في منتصف الثمانينات الميلادية.
اليوم عمرو دياب يجلس كـ"ملك" على هرم الأغنية المصرية، فهو الوحيد الذي ترجمت أغنياته إلى أكثر من 15 لغة، وقدمت بنفس اللحن للعالم، ودخلت بعض أغنياته في كثير من الأفلام الأجنبية، وما زال حتى اليوم يقدم موسيقى أخاذة، فمن بمقدوره بيع 3 ملايين نسخة من ألبوم غنائي هذه الأيام، عمرو دياب فعل.
ويبدو أن "الهضبة" استوعب مبكرا أنه لم يعد بحاجة إلى جماهيرية بقدر حاجته لحب الجماهير واحترامهم، وكانت أفضل وسيلة لتحقيق ذلك الابتعاد عن الظهور الإعلامي والتركيز على تقديم فن طموح ومؤثر يعبر بالفن العربي القارات، وها هما أغنيتا "نور العين" و"تملي معاك" ما زالتا تغنيان بكل لغات العالم.