فجر قاضي المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة في العاصمة اليمنية صنعاء هلال حامد محفل، مفاجأة بإعلان التنحي عن النظر في قضية تفجير جامع دار الرئاسة، والذي استهدف الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وعددا من رموز الدولة في فترة الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بصالح.
وأعلن محفل الذي افتتح جلسة أمس لمحاكمة 57 متهما في قضية تفجير جامع دار الرئاسة وحضرها محامو المتهمين، تنحيه عن النظر في القضية بعد أن تم النداء على المتهمين المحبوسين والمفرج عنهم بالضمان، إلا أن أحداً من طرف المجني عليهم لم يحضر.
واتهم القاضي محفل الإعلام الموالي للرئيس السابق دون تسميته بالضغط عليه. وأضاف أن "الإعلام التابع لبعض المجني عليهم ومنذ أن تم تعييني لهذه المحكمة، تناسى أن حقوق القضاء تتنافى مع وجود قاض يرضى لنفسه أن يكون منحازا لأي طرف أو جهة".
وأشار محفل إلى أن ذلك الموقف المعلن جعله في موقف يشعر فيه بالحرج من تولي نظر هذه القضية "لا لفقدان الحياد وإنما تطمين لمحامي المجني عليهم وتأكيد أن القاضي كما يهمه الفصل في الخصومة بين أطرافها بحيادية، يهمه كشخـص أن يثق كل من يقف أمامه بأنه سيجد العدالة حتماً". وأضاف قائلاً: "لذلك كله قررت التنحي عن نظر هذه الدعوى استشعارا للحرج وأقفل المحضر".
وكانت قضية الهجوم على جامع دار الرئاسة الذي وقع في الـ3 من يونيو 2011، والذي أصيب فيه صالح وقتل رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني، بالإضافة إلى آخرين قد تسبب في خلاف كبير بين حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح، وحزب التجمع اليمني للإصلاح وعدد من القيادات العسكرية، من أبرزها مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي، للشؤون الأمنية والدفاعية اللواء الركن علي محسن الأحمر، والشيخ حميد الأحمر، وشقيقه صادق، حيث يتهمهم صالح وأنصاره بالوقوف وراء عملية الهجوم على جامع دار الرئاسة، إلا أن هؤلاء يكذبون هذه المعلومات.
في هذا الأثناء كذبت مصادر رئاسية معلومات تتحدث عن موافقة السلطات اليمنية على إنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى، الواقعة في البحر العربي، وقالت المصادر إن ما أوردته إحدى الصحف المحلية بهذا الشأن "مجرد تلفيقات وفبركات كاذبة لا أساس لها من الصحة لأهداف ومرامٍ تبعث على الاستغراب".
وأشارت المصادر إلى أن "ترويج مثل هذه الأكاذيب والاستمراء في الافتراء إلى درجة اختلاق تفاصيل وسيناريوهات غريبة ومن نبع الخيال، إنما يكشف الأهداف الحقيقية لمن يقفون وراء ذلك وتلبس الزور والافتراء على القيادة السياسية والوطن بأكمله".