ربما ليس أجرأ ولا أكثر وضوحاً من تشخيص النجم تيسير الجاسم قائد فريق الأهلي لما يمر به (قلعة الكؤوس) من تدهور وما يعتريه من مشاكل تتفاقم يومياً.

وفي حديث (الكابتن) تيسير بعد الهزيمة الصاعقة من النصر 1/3 الأحد الماضي، ما قد يؤدي إلى معالجة الخلل والحد من المشاكل ورسم طريق النجاح.

تيسير نجح في عدم إفشاء ما قد يوسع دائرة الفشل، مختصراً الإجابة في أن الأهلي بحاجة إلى اجتماع يضم ثلاثة الأضلاع: الإدارة والجهاز الفني واللاعبين.

وهذا المقترح يعزز حديث كثير من المخلصين للأهلي بأن المدرب (فيتور بيريرا) يتفرد بكل شيء ولا أحد يقترب منه ولا يقبل المناقشة في استراتيجية العمل والمتغيرات التي تطرأ.

والواضح أن تيسير (القائد) لم يجد أي منفذ ليوصل رأيه ووجهة نظر زملائه للمدرب والإدارة، أو أن الإدارة غير قادرة على تلبية رغبة اللاعبين في توصيل ما يريدونه للمدرب البعيد عن أهم أدواته، وهم اللاعبون..!!

ولذا قال تيسير نصف الحقيقة التي يبحث عنها الجمهور الأهلاوي تحديداً كي يعرف مكمن الخلل، وبالتالي أصبحت الكرة في ملعب الأمير خالد بن عبدالله رئيس هيئة أعضاء شرف الأهلي، مع احترامي الشديد لرئيس النادي الأمير فهد بن خالد وكامل الأعضاء.

ولذا وجب على الأمير خالد بن عبدالله وليس أحداً آخر، أن يتحرك بأسرع وقت، إن لم يكن فعل، ويدعو لاجتماع مصارحة بين الجميع، ما لم يكن العقد المبرم مع المدرب (فيتور) ينص على عدم الاجتماع به أو مناقشته، فهنا ربما يكون القرار الصعب جداً (تنحيته)..!

والأكيد أن من أبسط حقوق مسيري النادي الاجتماع بالمدرب ومناقشته والسماع إليه وإبداء الرأي بما يحقق المصلحة العامة. وبالتأكيد أن المدرب الذي ربما لم يسمع مثل تصريح (القائد) تيسير، هو الآن عرف (عن طريق الإعلام) أهم ما يجب أن يكون سهلا وميسرا في علاقة المدرب بكل من يعملون معه وأولهم اللاعبون، وما سمعه ورآه ليس (كلام جرايد)، ولا أخبار مسربة، ولا مطالبات من خارج النادي ولا آراء اجتهادية، بل من (كابتن) الفريق..!

والواضح أن تيسير لم يصرح بهذا الخلل إلا بعد أن نفد الصبر وضاقت السبل وتوسعت مساحة الضبابية وتقطعت حبال التواصل!

المواجهة صارت على أرض الإعلام، ومن المؤكد أن الحل سيكون في الغرف المغلقة، التي قد يتسرب منها حوار المكاشفة، وهنا أصبحت الكرة في ملعب الأمير خالد بن عبدالله الخبير والمحب والقوي دائما، ولا بد من بيان يوضح الاستراتيجية بكل شفافية، كي تكون الجماهير الأهلاوية في مأمن واطمئنان، وتتاح الفرصة للنقاد لمعرفة ما في الأفق ليكون النقد أكثر فائدة ووضوحا.

المعاناة ليست مقصورة على (النتائج) بل في أسلوب التعاقدات، فالأجانب صاروا وبالاً على الفريق بفكر وتعامل المدرب القاسي الذي وصفه الدكتور عبدالرزاق أبو داود (بالمتغطرس) و(النرجسي) ..!!

والحقيقة أن لديه منهجا تكتيكيا يسبح بنا في فكر الجمال، لكن النتائج وأخطاء اللاعبين و(انبراشات) بعض اللاعبين لا سيما الشباب وتهور آخرين بالضرب والألفاظ، مشاكل شوهت كل ما هو جميل في الفريق العريق، وربما أن أسلوب التدريب يكتنفه العنف والتمارين الشاقة التي تنهك اللاعبين بعد شوط واحد فقط، فيضيع كل شيء.

ومن المآخذ على المدرب (فيتور) أنه يرمي بالخسائر على اللاعبين، وأحيانا يلتفت لمساعديه (غير المبالين)، وفي النهاية يحرك فيتور يديه: (أنا عاجز)..!