دعا السيناتور الأميركي جون ماكين، إدارة الرئيس باراك أوباما إلى توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، مؤكدا أن دمشق استخدمت الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين العزل.

وأشار إلى ثبوت تعرض الغوطة الشرقية بريفي دمشق لغارات كيماوية، وأن الأمر واضح بناء على صور جثث الأطفال والنساء المكدسة في المستشفيات.

وتابع "لدينا تأكيدات من مصادر موثوقة على أن الأسد استخدم هذه الأسلحة من قبل، لذلك ليس غريبا أن يستخدمها مرة أخرى.

وبناء على هذه المعلومات يتوجب على أميركا أن تسارع للتحرك عسكريا، وتقوم بضرب مطارات الأسد وطائراته، بعد أن باتت دمشق غير مبالية بتهديدات واشنطن، لا سيما أن أوباما حذر قبل عام من تخطي الخطوط الحمراء، ونحن نعلم الآن بالطبع أنها استخدمت بالفعل، وأنا على ثقة تامة بأنهم استخدموها مرة أخرى، وسوف تستخدم مرة ثالثة ورابعة ما لم يتم التصدي لهم بقوة ومنعهم".

وحـذر مــاكين من أن التجاهل الأميركي والغربي لجرائم الأسد يغــري غــيره من الطغاة حول العالم بفعل الشيء نفسه، ويمنحهم شيكا على بياض لاستخدام السلاح الكيماوي أو أسلحة الدمار الشامل أيضا.

وتابع "عندما يقول رئيس الولايات المتحدة إن استخدام هذه الأسلحة خط أحمر من شأنه أن يغير قواعد اللعبة دون أن يحصل ذلك على أرض الواقع، فسينظر الأسد إلى الأمر على أنه ضوء أخضر، وسيظن حلفاؤنا أن واشنطن فقدت مصداقيتها في الشرق الأوسط".

وتحدث ماكين بأسى عن صور الأطفال والنساء الذين قتلوا بدم بارد في مجزرة الغوطة الشرقية، وتساءل قائلا: "ألم يحن الوقت بعد لإيقاف هذا الطاغية؟ ألا يستحق هؤلاء المدنيين الأبرياء أن نمد لهم يد العون؟

هل يجوز لنا أن نتفرج عليهم وهم يقتلون دون ذنب؟ فأكثر من 100 ألف شخص قتلوا في سورية بيد عناصر حزب الله وآلاف المقاتلين الإيرانيين والروس الذين يزودونهم بالمعدات، وهؤلاء الضحايا كانوا يكافحون من أجل النجاة بحياتهم".

وقلل ماكين من تأثير ما يقال عن وجود متطرفين وسط المعارضة السورية، وهو الأمر الذي تخشاه بعض الدول الغربية، لذلك تحجم عن تسليح المعارضين المعتدلين.

وقــال: "نعـم هناك جهاديون متطرفون، ولكن بالمقابل هناك أغلبية من المعتدلين الذين يجب أن ندعمهم. فمتى ستقف الولايات المتحدة مع هؤلاء الناس لوضع حد لهذه المجازر المروعة؟".

وحول ما يمكن للإدارة القيام به أضاف "خلال أيام معدودة وبواسطة غارات قليلة يمكننا أن ندمر طائراتهم التي يستخدمونها، وهي لا تتجاوز في مجملها 50 طائرة تقذف المدن والقرى السورية بقذائفها المميتة، ويمكننا كذلك تزويد المعارضة بالأسلحة المناسبة، وتأسيس منطقة حظر جوي عبر تحريك صواريخ باتريوت، هذه أمور يمكننا فعلها بسهولة".

ورفض ماكين القول بأن التدخل العسكري سيورط واشنطن في حرب جديدة بالمنطقة، موضحا أنه ليس بالضرورة أن يتم إرسال قوات برية، وأنه بالإمكان استخدام الصواريخ الذكية".