سقوط الطفلة ذات السنوات الخمس في بئر ارتوازية بمنطقة تبوك، ليس مجرد حادثة عادية، مثله مثل أي حادثة أخرى، وأتحدث هنا من الزاوية الإعلامية، وعلى وجه أدق: من زاوية الضمير الإعلامي الحي.

أعرف تماما ـ وحتى كتابة هذا المقال ـ أن الطفلة تحت رحمة خالقها، وأعرف أيضا، أن الجهود المضنية والمتواصلة، لجهاز الدفاع المدني لا تقف ولا تكل، ومثلها أعرف، أن الحادثة قد تكون خاصة بالأسرة المفجوعة في طفلتها، ولكن بما أن الحادثة انتشرت، واتسعت دائرتها، بالذات في مواقع التواصل الاجتماعي، فالحادثة تحوّلت من شأن خاص، إلى قضية رأي عام، وهذا ما يجعلنا نتساءل سؤالا بسيطا: أين إعلامنا المحلي، وبالذات المرئي، من قضية وحادثة لمى، بكل قنواته الرسمية والخاصة؟

على "اليوتيوب"، حادثة شبيهة جدا بحادثة لمى، إن لم تكن صورة طبق الأصل عنها، وهي حادثة لسقوط طفلة رومانية في بئر، ويقول التقرير، إن كل من في رومانيا ـ إعلاما ومواطنين عاديين ـ كانوا يحبسون أنفاسهم، دقيقة تلو الأخرى، أثناء عملية الإنقاذ، في تغطية إعلامية متيقظة، ومباشرة ومتواصلة، حتى لحظة استخراج الطفلة. برنامج أو برنامجان، في إعلامنا المحلي، تناول حادثة لمى الروقي، على استحياء، وكأن الحدث حدث هامشي، لا يستحق أن يشغل بال إعلامنا المحلي، والرسمي بالذات؛ لأنهم طبعا، مشغولون بما هو أهم، من قضية طفلة مخنوقة في بئر عمقها 160 مترا، لا يعلم إن كانت حية أو ميتة، إلا خالقها.

هذا التعاطي البارد جدا، مع حادثة رأي عام، كحادثة الطفلة لمى الروقي، يجعلنا ندرك حجم الأزمة الإنسانية والأخلاقية، التي يعاني منها إعلامنا المرئي، ونقول بعضه كي لا نُعمم.

شكر كبير، لقنوات الإعلام الحديث، "تويتر وفيس بوك ويوتيوب"، والصحف والمواقع الإلكترونية، التي لم تهدأ دقيقة واحدة، منذ سقوط لمى في بئر الاحتمالات.