قتل 42 شخصا وأصيب 352 آخرون في الانفجارين اللذين وقعا أثناء صلاة الجمعة أمس قرب مسجدين في طرابلس في شمال لبنان، بحسب ما ذكر وزير الصحة اللبناني علي حسن خليل.
وقال الوزير: "لا حصيلة نهائية ودقيقة للانفجارين، لكن حتى الآن هناك 42 شهيدا و352 جريحا داخل المستشفيات".
وانفجرت سيارتان مفخختان بحسب مسؤول أمني، في الشمال قرب مسجد التقوى في وسط طرابلس وقرب مسجد السلام في منطقة الميناء.
وتسبب الانفجاران بدمار كبير وباحتراق عشرات السيارات، فيما تسود حالة هلع وغضب في المدينة ذات الغالبية السنية. وأشارت المعلومات الأولية إلى أن أعداد الضحيا مرشحة للتزايد. وارتفعت أعمدة دخان سوداء كثيفة في المكانين.
وبدا الناس في حالة هلع يهرعون من مكان إلى آخر، ويقوم مسعفون ومتطوعون بنقل مصابين، بينما ظهرت أشلاء وجثث متفحمة في الطريق. استهدف الانفجار الأول مسجد التقوى الذي كان يخطب فيه الشيخ سالم الرافعي المؤيد للثورة السورية والذي تضاربت الأنباء حول مصيره في البداية، إذ أشارت مصادر إلى أن الرافعي أصيب جراء الانفجار، فيما أكد عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ نبيل الرحيم أنه بخير وبمكان آمن. أما الانفجار الثاني فوقع قرب مسجد السلام عند معرض رشيد كرامي حيث كان الشيخ بلال البارودي يؤم المصلين.
وأفادت المعلومات أن الانفجارين اللذين وقعا بالقرب من منازل عدة لسياسيين وأمنيين منهم منزل الرئيس نجيب ميقاتي الذي أكد مكتبه الإعلامي أنه خارج لبنان، ومنزل عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر، ومنزل المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي.
وأكد ريفي بنفسه عندما سارع إلى الإطلالة إعلاميا مطالبا بخروج لبنان من القتال بسورية، أن "هذا ما جنيناه على أنفسنا" في إشارة إلى تدخل حزب الله في القتال بسورية.
وقال ريفي: "أنا بخير وعائلتي بخير، والتفجير حصل في الجامع بالقرب من مدخل منزلي، ولن نركع وسنحمي لبنان وسنكمل المشوار مهما كلف الأمر".
وأضاف: "حولنا لبنان بأيدينا إلى ساحة مواجهة، ومن المبكر الحديث عن طبيعة الانفجار وأطلب من اللبنانيين التحلي بالوعي لحماية لبنان. الناس بحال من الغضب الكبير ولا أحد "فوق رأسه خيمة"، والمطلوب التفكير بحجم الكارثة التي تمر في المنطقة لأن أي مغامرة لمشروع إقليمي انتحاري ستطال الجميع".
وتابع: "نحن في قلب العاصفة ويجب أن نحمي البلد ونكون على قدر المسؤولية وإلا سندفع الثمن الغالي".
وعبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن "استنكاره الشديد للمجزرة التي تندرج في إطار مسلسل تفجيري فتنوي يستهدف الوطن ككل".
وطلب من الأجهزة العسكرية والأمنية والقضائية بذل أقصى الجهود لكشف المجرمين والمحرضين.
ودان رئيس الحكومة اللبنانية لتصريف الأعمال نجيب ميقاتي الانفجارين.
ورأى ميقاتي أن يد الإجرام استهدفت مدينة طرابلس مرة جديدة في رسالة واضحة هدفها زرع الفتنة وجرها وأبناءها إلى ردات الفعل. وشدد على أن طرابلس والطرابلسيين سيثبتون مرة جديدة أنهم أقوى من المؤامرة، ولن يسمحوا للفتنة أن تنال من عزيمتهم وإيمانهم بالله وبالوطن وسيتعالون على جراحهم مهما كانت بليغة.
وقال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، "إنها أيدي الفتنة التي لا تريد للبنانيين أن يشعروا بلحظة واحدة من الاستقرار. إنها الأيدي التي تريد لآلة التفجير والقتل أن تحصد الأبرياء في كل مكان من لبنان"