ما يحدث في "النصر" وما يحققه من نتائج مبهرة، ليس بسبب الكلام المكرور الذي نسمعه مع بداية كل موسم ومع كل فريق: استعدادات فنية وتجانس بين اللاعبين وخلافه، إنها الطاقة المرتفعة التي خلقتها الجماهير بالمصادفة، ثم أوجدت لها الأرضية الجيدة للاستمرار والتفوق، فصار الفريق، بين عشية وضحاها، استثنائيا وملهما.

كانت بداية انطلاقة "النصر" الحقيقية بعد أن أطلقت الجماهير الهاشتاق الشهير "متصدر لا تكلمني"، الذي أصبح لاحقا أيقونة خطيرة أو ثيمة لها مفعول السحر، تتحكم في مستوى الطاقة إيجابا للفريق نفسه، وسلبا بالنسبة للفرق الأخرى، وبالطبع جاءت النتيجة أن أصبح "النصر" فريقا لا يهزم بل إنه يقلب النتائج بسهولة.

يؤكد علماء الفيزياء أن كل شيء في هذا الكون له ذبذبات حتى الأشياء الجامدة، وأن هذا الفضاء الكبير ليس فارغا، فهو مسكون بكمية هائلة من الموجات التي تصدر من الكائنات، وهذه الموجات أو الذبذبات إما أن تكون سليمة أو غير سليمة، فاذا كانت سليمة فإن الكائنات تجذب الأشياء الجميلة والمريحة.

"النصر" اليوم ككيان وكفريق أصبح جاذبا للفرح والانتصارات، وجاذبا أيضا للاعبين والجماهير. ليست المشكلة في الفرق الأخرى، فالمتأمل لمسيرة الدوري يجد أن الأمور تسير بشكل طبيعي، وكل الفرق تفوز وتخسر، لكن "النصر" الذي جمع خلال الأيام الماضية طاقة كبيرة من الثقة والإيجابية، يواصل حضوره الفتي دون أي خسارة.

كرة القدم مثلها مثل كل الأحداث الكونية، والفرق تتأثر نفسيا أكثر من تأثرها فنيا، والحالة النفسية للفريق النصراوي في استقرار تام، والجمهور يعزز هذه الحالة بمواصلة اللعب على ثيمة "متصدر لا تكلمني" كمحفز للفريق ووسيلة ضغط على الفرق الأخرى، وعليه يمكن القول إن "النصر" اليوم مهيأ تماما للحصول على أكبر قدر من البطولات، وتحقيق نتائج استثنائية هذا الموسم، بفضل الله ثم بفضل الطاقة التي يتمترس خلفها الفريق وجمهوره.