بعد أن كانت الأعمال الدرامية المصرية ذات يوم تستعين ببعض الممثلين الخليجيين وتعطيهم أدوارا هامشية في محاولة منها لغزو سوق دول الخليج العربي، صارت اليوم ربما للسبب ذاته تستعين بالممثلين السوريين وتعطيهم أدوارا رئيسية بعد أن سيطرت الدراما السورية ونجومها على أغلب أوقات العرض في كثير من أغلب الفضائيات المستهدفة "دراميا" خلال شهر رمضان.
وبعد أن هاجم الإعلام وكثير من الفنانين في مصر فكرة إعطاء السوريين أدواراً أساسية في الأعمال المصرية، تلاشت اللغة الهجومية وتمّ تقبل الأمر وازداد الطلب على السوريين ولم يعد الأمر وقفا على تيم الحسن وجمال سليمان وسلاف فواخرجي وجمانة مراد...، فقد جاء دور باسم ياخور وسوزان نجم الدين وجيني إسبر وفراس إبراهيم وكيندا حنا وسلوم حداد وجهاد سعد وريم علي وكاريس بشار ووائل رمضان وطلحت حمدي ووضاح حلوم وغيرهم.. ولم يعد مستغربا أن يؤدي بعضهم أدوار شخصيات تاريخية مصرية بلهجة مصرية مثل الملك فاروق وكليوباترا وأسمهان (السورية الأصل).
المسلسلات المصرية ازدحمت بالممثلين السوريين لعروض رمضان الجاري على الرغم من اعتذار ممثلين آخرين عن عدم المشاركة في أعمال أخرى مثل اعتذار عابد فهد عن عدم القيام بدور نجيب الريحاني، واعتذار غسان مسعود لعدم إتقانه للهجة الصعيدية في "شيخ العرب همام".. وكذلك نسرين طافش ودينا هارون.. وهنا تدور جملة من الأسئلة: هل يشهد العام المقبل تزايدا آخر في عدد السوريين المشاركين بالأعمال المصرية؟ وهل بدأ هؤلاء يتسابقون بين بعضهم للفوز بأدوار في المسلسلات المصرية؟ وهل الدراما السورية ستبحث عن وجوه جديدة مع انشغال نجومها الحاليين عنها بالعمل في مصر؟ ولعل السؤال الأهم: هل تفكر الدراما السورية مستقبلا بالاستعانة بممثلين مصريين؟ وإن حدث ذلك، فهل الممثلون المصريون قادرون على إجادة اللهجات السورية من دمشقية وحلبية وساحلية (بحرية وجبلية) وحورانية وبدوية.. كما أجاد السوريون والخليجيون من قبل التمثيل باللهجة المصرية، أم إنهم سيخفقون، فتضطر الدراما السورية لتقديم الوجوه المصرية بلهجتها الأم دون الدخول في متاهة قد تكون نتائجها غير مرحب بها من قبل الجمهور؟