إياك أن تستمع لأي أحد..
حين يقولون لك ما ينبغي أن تكون...
استمع دائما لصوتك الداخلي...
لم تود أن تكون..
وإلا سوف تضيع حياتك كلها..
لا تنتظر المُخلص.. المُخلص بداخلك..
فكرة المُخلص موجودة تقريبا في كافه الأديان.. اليوم الذي سيأتي فيه الشخص الذي يخلصنا من المعاناة والألم، ومهما انتظرته ربما لا تحظى به، لهذا فإن الخلاص عند العقلانيين مرتبط بالإنسان وقدرات الإنسان اللامحدودة، فالمخلص عند نيشته هو الإنسان نفسه ولكن ليس الإنسان العادي الضعيف وإنما الإنسان القادر على صنع حريته من دون إجباره على شيء وتقييده بشيء، فالمُخلص هنا هو الإنسان.
لا يمكن معرفة شخصية الإنسان إلا من خلال ما ينجزه وما يقوم به من أفعال. إذا ما نظرنا إلى الإنسان من زاوية الإنسان القوي والإنسان الضعيف نجد أن الضعف هو أخطر القيود التي تكبل الإنسان.. عليك أن تتخلص من الأخلاق التي تدعو للضعف، التي تخدر الإنسان وتجعل من حياته مغامرة شيقة وحقيقية. الاعتقاد شيء والعمل به شيءٌ آخر.. كثيرون هم الذين يعتقدون أنهم يخوضون في البحر، لكن الحقيقة أن حياتهم شبيهة بالمستنقعات.. كثيرون هم الذين يرفعون رؤوسهم بفوقية بينما نفوسهم هاجعة في ظلمة الغرور والجهل.
كان نيتشه يؤكد دائما على أن الإنسان يجب عليه دائما أن يطمح ويبلغ القمة (إني أحب من يسعى لخلق شيء أسمى منه ثم يموت) وحتى لو فشل الإنسان في بلوغ غايته يكفيه شرف المحاولة. لدى معظمنا أسئلة كثيرة. يا تري: إلى أين نحن سائرون؟ ولماذا نقلق ولماذا يرافقنا هذا القلق الوجودي؟ وکيف لا يقلق الإنسان والإنسان يقتل أخاه الإنسان وکل يوم يعود قابيل وهابيل ولكن بصور مختلفة! وکيف لا نقلق والموت متربص بنا من کل مکان.. من کل زاوية، من کل جهة، وکيف لا نقلق وقد أصبح القتل والتشرد والاغتراب عنوانا لحياتنا؟ وکيف لا والغدر محيط بنا.. کيف لا والضمير کل يوم يتراجع؟ هناك رسالة كونية للإنسان الكوني تقدم منهجاً كاملاً شاملاً للفكر، والأخلاق، والسلوك.. ندعوك للانضمام لها لأن الإنسان في ظل هذه الرسالة لا يشعر بالانفصال بين فكره، وسلوكه، وبين مفاهيمه بالحياة، وقيمه الأخلاقية ولأن كل جزء من هذه الرسالة يعزز الجزء الآخر ويكمله. اسأل ذاتك: ما هي رسالتك بالحياة؟ نحن بحاجة لإنسان جديد.. إنسان يؤكد ويحب الحياة، يحب الحب، يحب الوجود كما هو موجود، إنسان لا يعتقد أنه مثالي كامل.
إنسان يحتفل بالحياة كما هي مع كل تناقضاتها، وآلامها وأفراحها، وذلك هو الإنسان الجديد. فاسأل نفسك: ماذا فعلت بأيامك وماذا فعلت للآخرين؟