تواصلت أمس عمليات إلقاء القبض على قيادات بجماعة الإخوان المسلمين، إذ ألقي القبض على الدكتور صفوت حجازي، بمدينة سيوة بمحافظة مرسى مطروح، فيما اعتقلت سلطات الأمن بمطار القاهرة المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة مراد علي، أثناء محاولته السفر إلى إيطاليا.

وأكدت مصادر أمنية بالمطار أن علي كان يرتدي ملابس شبابية غير رسمية بعد أن حلق لحيته، إلا أن أجهزة الشرطة بالمطار نجحت في ضبطه وإيقافه، لورود اسمه على قوائم الممنوعين من السفر. وكشف مصدر أمنى بوزارة الداخلية لـ"الوطن" عن تفاصيل اعتقال حجازي، مؤكدا أن قوة من العمليات الخاصة دهمت بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني منزلا كان المطلوب يختبئ فيه، بعد ورود معلومات وتحريات بوجوده هناك، وقال: "استطاع حجازي الوصول لمطروح في اليوم التالي لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، بعد أن تسلل متخفيا في مسيرة الإخوان المتجهة لمدينة الإنتاج الإعلامي عقب فض الاعتصام، وأكمل طريقه بعدها عبر طريق الواحات إلى سيوة بمرسى مطروح، حيث اختبأ هناك بشقة أحد أعضاء الجماعة".

وكان النائب العام المستشار هشام بركات قد أحال في وقت سابق حجازي ومعه عضو مجلس الشعب السابق محمد البلتاجي، والطبيبين بالمستشفى الميداني لاعتصام "رابعة" محمد الزناتي، وعبدالعظيم إبراهيم إلى محكمة جنايات القاهرة، وذلك لاتهامهم باختطاف ضابط وأمين شرطة واحتجازهما قسرا، وتعذيبهما داخل مقر الاعتصام.

من جهته، قال مدير المركز العربي للبحوث والدارسات عبدالرحيم علي، إن القبض على المرشد العام للإخوان يعد إنجازا كبيرا للأجهزة الأمنية، إلا أن التنظيمات المماثلة لجماعة الإخوان لا تتأثر بشدة عند القبض على رأسها، إذ إن هناك 31 مكتبا إداريا لجماعة الإخوان على مستوى الجمهورية، تتم مداهمتها يوميا، مما أسفر عن اعتقال 200 من أعضاء هذه المكاتب، إضافة إلى القبض على ألفين من أعضاء الجماعة في الشارع، كما أن الأجهزة الأمنية قامت بالقبض على أعضاء غرف عمليات الإخوان التي تحرك الأعضاء على الأرض، مما أفشل مظاهرات السبت الماضي".

وأضاف علي في تصريحات إلى "الوطن" "عثرت أجهزة الأمن في مقر الإخوان بجاردن سيتي على أجهزة تنصت على أهالي الحي، ومبلغ 400 ألف جنيه في مقر العمليات بالقاهرة، وهذه الغرف تعد حلقة الوصل بين رأس الجماعة وجسمها، وهو ما أفقدها الكثير من قوتها، ومن الممكن أن تحدث عمليات إرهابية كبيرة عكس ما يتوقعه البعض. لذلك ينبغي في حال التفاوض مع الإخوان أن يبدأ التفاوض معهم بعد إنهاكهم تماما".

وأضاف أن القائم موقتا بأعمال مرشد الجماعة محمود عزت، موجود داخل مصر، وسيتم القبض عليه خلال الأيام القادمة، وتابع "عزت شخص عنيف جدا وعدائي، ويؤمن أن هناك مؤسسات في مصر تعادي الجماعة مثل الجيش والشرطة والمخابرات والإعلام". في السياق، كشف مصدر عسكري أن قوات الأمن دهمت عددا من منازل المشتبه فيهم بالتورط في أعمال إرهابية بالعريش، موضحا أن عمليات التمشيط والمداهمة أسفرت عن القبض على عشرات الأشخاص المتورطين في أعمال إرهابية ضد رجال الجيش والشرطة والأهداف الحيوية لمحافظة شمال سيناء، وأن من بين المقبوض عليهم عدد من الفلسطينيين.

إلى ذلك، قرر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وخلال اجتماع استثنائي في بروكسل أمس، تعليق تراخيص تصدير التجهيزات الأمنية والأسلحة إلى مصر، إضافة لمراجعة المساعدات الممنوحة لمصر. وأوضح الوزراء أنه تم الاتفاق على تعليق تراخيص التصدير للتجهيزات، التي يمكن استخدامها في إطار القمع الداخلي، وأضافوا في بيان أن المساعدات الأمنية المقدمة لمصر ستتم مراجعتها. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، في تصريحات صحفية عقب الاجتماع "المساعدة المخصصة للأكثر حاجة ستبقى قائمة. وقد أكدنا دعمنا لشعب مصر التي تمثل شريكاً أساسياً للاتحاد".

من جانبه، أكد السفير المصري لدى فرنسا محمد مصطفى كمال، أن أي عقوبات يفرضها الاتحاد على مصر لن تفيد سوى الجماعات المتطرفة غير المهتمة بالحوار السياسي. وقال "استخدام التعاون الاقتصادي للضغط على مصر غير مقبول. كما أن الرسائل من هذا النوع يمكن أحياناً أن تعطي انطباعاً كاذباً للأطراف التي تمارس العنف، لأنهم سيعتقدون أن المجتمع الدولي يدعمهم". وأضاف "السلطات المؤقتة ستلتزم بخارطة الطريق السياسية التي أعلنت في يوليو الماضي. وطالبنا حزب الحرية والعدالة بالعودة إلى مائدة التفاوض. ولكن في كل الأحوال لا يمكن أن تتحدث مع أناس يستخدمون الأسلحة للتفاوض. فهذه ليست أحزابا سياسية".


من جهته قال الناشط القبطي ممدوح عطا، إن المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق يلعب دورا مهما في توثيق العلاقات مع الجانب الروسي؛ لإيجاد توازن للدولة المصرية بديلا عن القوة الأميركية، كما يمكن لروسيا أيضا دعم مصر بالأسلحة العسكرية حال قطع أميركا للمعونة، مضيفا أن الدور الذي يقوم به مؤسس التيار الشعبي السابق حمدين صباحي، هو دور مهم وقد يمنع دولا كثيرة من سحب سفرائها لدى القاهرة، مثلما حدث من دولتي فنزويلا والإكوادور اللتين سحبتا سفيريهما من القاهرة". في غضون ذلك، قال مدير مركز ابن خلدون الدكتور سعد الدين إبراهيم، إن الوفد المصري الزائر لبروكسل أوضح خلال مقابلته مع الممثلة السامية للشؤون الخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، حقيقة الوضع في مصر، مؤكدا ضرورة انحياز دول التكتل الموحد إلى تطلعات الشعب المصري، فضلا عن ضرورة احترام إرادته وكرامته. من جانبها أعربت آشتون عن استعدادها للعودة إلى مصر للمساعدة في التوسط لإيجاد مخرج من الأزمة التي تشهدها البلاد. وقالت في تصريحات صحفية "لقد عرضت العودة، وأخبرت رئيس الوزراء المصري خلال عطلة نهاية الأسبوع أنني على استعداد تام للعودة إلى مصر إذا رغبوا في عودتي".