المواطنون في المنطقة الشرقية وفي الأحساء على وجه الخصوص يثمنون لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما قامت به من جهد جبار سبق وطالب به الكثير من المحافظين طوال قرون مضت، في منع الاختلاط المؤدي إلى الفساد بين الجنسين من الأطفال ممن لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات وذلك بمحاولة منعها مظاهر الاحتفال بالقرقيعان وهي عادة شعبية اجتماعية يمارسها الأطفال.. وقد توارثتها المنطقة جيلا بعد جيل حيث اشتهرت بها المنطقة الشرقية ودول الخليج، فقد فوجئ الأطفال الذين يتقاسمون الفرحة والابتسامات والحلويات فيما بينهم في هذا اليوم ويدسونها في أكياس قماشية صغيره أعدتها لهم أمهاتهم خصيصا لهذه المناسبة مرتدين ثيابا تراثية جميلة وهم يرددون عبارات قرقيعان المتعارف عليها فوجئوا بمجموعات من رجال الهيئة وجوههم لا تشبه تلك الوجوه الباسمة التي تعطيهم المكسرات والحلويات بل هي وجوه مستاءة متجهمة تنهرهم لتفريقهم، ويا له من منظر رائع يدل على ما يتمتع به رجال الهيئة من صبر وجلد في القضاء على المنكر واجتثاثه من الجذور حيث كان الأطفال الذين يسيرون في جماعات يتبعثرون في كل ناحية بمجرد رؤيتهم لأحد أولئك المحتسبين بعد معرفة نواياهم ثم لا يلبثون أن يجتمعوا مرة أخرى ويعودون لأناشيدهم وكأنهم سرب من العصافير، ثم يتبعثرون من جديد بعد ملاحقتهم ولا يلبثون أن يجتمعوا مرة أخرى حيث لا يعلم رجال الهيئة أن كل جماعة من هؤلاء الأطفال تعرف أفرادها جيدا فهم إما أبناء عمومة أو أبناء حي واحد. وأما (بدعة) القرقيعان والتي تصدى لها رجال الهيئة هذه السنة فيقال إن مسماها مأخوذ من (قرع الباب) من أجل الحصول على المكسرات والحلويات، وقيل إنه من (قرة العين) وهو ما تدخله هذه المناسبة من سرور وبهجة على نفوس هؤلاء الأطفال،، ولأننا نكره الفرحة ونصادرها دائما فقد قام رجال الهيئة مشكورين بوأد فرحة هؤلاء الأطفال ومصادرتها حيث (حسب رواية الهيئة) وردتهم شكاوى كثيرة من الأهالي بسبب الإزعاج وازدحام السيارات ولا أدري لماذا هذه الشكاوى توجه للهيئة وهي ليست من اختصاصها. ولا أعلم من الذي تقدم بالشكوى؟ هل هم أنفسهم الذين قدموا الحلويات للأطفال؟
وأيا يكن السبب فلا يسعنا إلا أن نقول.. شكرا لرجال الهيئة البواسل.