عندما تعاقد النصر مع اللاعبين محمد نور وحسين عبدالغني تحدث الإعلام الأزرق بإسهاب عن الصفقتين بكثير من الشماتة والتهكم والسخرية، وبث عدداً من الرسائل عبر الفضائيات والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي أن النصر لا يحضر إلا كبار السن، وأنه أصبح ناديا للمتقاعدين وغرفة تأهيل للمصابين ومصدر رزق للعاطلين.
الأشخاص نفسهم والصحف ذاتها وعبر منابرهم المعروفة منذ عقود ناقضوا أنفسهم عندما حضر الخلوق سعود كريري (34عاماً) لناديهم، حيث مجدوا الصفقة رغم تشابه الظروف بين انتقاله وانتقال نور وعبدالغني فتحول كريري إلى لاعب أسطوري ومن أهم الصفقات في تاريخ الهلال ومن لاعب خشن إلى لاعب قتالي ومن كابتن بالواسطة في المنتخب إلى كابتن حقيقي ومن لاعب كبير في السن إلى لاعب خبرة وله ثقله في وسط الملعب، كل هذه التغيرات في الفكر والتفكير للإعلام الأزرق بسبب القميص الذي ارتداه كريري فقط.
ثم بدأ الأشخاص ذاتهم برسم سيناريوهات من وحي خيالهم فقط وإقحام النصر والأهلي وأندية خليجية في المفاوضات، وأنه تم اختطاف اللاعب من بين أنياب هذا الكم الهائل من المفاوضين، وأن اللاعب كان يعشق القميص الأزرق منذ طفولته، كل ذلك حتى يصوروا لجماهير ناديهم المفضل قوة الصفقة وأهميتها وتغطية المستويات المهزوزة لفريقهم منذ الموسم الماضي.
هذا التضليل للإعلام الأزرق ليس مستغرباً، فالشواهد كثيرة، وكلنا يتذكر قصة عاشر أندية العالم وحفلة نادي القرن المشبوهة، ومكالمة ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأميركي وسالفة نادي القرن وغيرها.
لم يتبق كثير سوى القول أنه يجب على الإعلام الأزرق التعايش بالصدق، فلم يعد الكذب والتضليل والتطبيل في عصر وسائل الاتصال الاجتماعي ينطلي حتى على الأطفال.