رحب عدد من الدبلوماسيين والسياسيين في مصر بموقف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والاتفاق معا على منح "خارطة الطريق" فرصة لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، معتبرين أن هذه الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها المملكة تنبع من إحساسها بالضرورة بأن تسترد مصر عافيتها وضرورة توقف العنف والإرهاب بسرعة خلال الفترة المقبلة.
بداية يقول مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية السابق السفير هاني خلاف: "الخطوة التي اتخذتها المملكة وفرنسا بمنح خارطة الطريق في مصر فرصة لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد سيكون لها تأثير على الدول العالمية التي تتخذ مواقف مناوئة للإرادة الشعبية، خاصة وأن المملكة لها نفوذ قوي في دول عالمية كثيرة من ضمنها دول الاتحاد الأوروبي، وأتوقع أن يعطي قرار المملكة بمنح خارطة الطريق فرصة سيكون له رد فعل عالمي يثني على أهداف ومطالب ثورة 30 يونيو".
من جانبه، قال الخبير الأمني العقيد محمود قطري، في تصريحات إلى "الوطن": "الموقف السعودي يؤكد استمرار وقوف الرياض إلى جانب القاهرة في حربها ضد الإرهاب، خاصة وأن المملكة نجحت في فتح قنوات حوار مع دولة لها وزنها في العالم مثل فرنسا، وعلى كل الدول العربية أن تنتهج هذا النهج"، وأضاف "أهمية المواقف السعودية أنها تقف بجانب مصر في لحظة فارقة في تاريخها بعد أن قامت جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية بوضع يدها في يد الولايات المتحدة للتآمر على مصر، مما يستوجب التعامل معها بحزم وقوة، وإلا سيستمرون في العنف والإرهاب والتطرف، فضلاً عن أنها تعكس أهمية تكاتف الجميع للقضاء على الإرهاب حتى لا تنجر مصر إلى مستنقع عنف لا يمكن أن تتحمله المنطقة العربية كلها".
في السياق ذاته، قال عضو مجلس أمناء التيار الشعبي المصري والقيادي البارز بجبهة الإنقاذ الوطني عزازي علي عزازي، في تصريحات إلى "الوطن": "الرياض لم تكتف بدعمها للقاهرة ضد الإرهاب، وبموقفها الداعم اقتصادياً لمصر في هذه المرحلة الصعبة، بل تخطت ذلك إلى مسار دبلوماسي مكثف في الدوائر الغربية مساندة للموقف الرسمي، وهذا الموقف الداعم على كافة الأصعدة هو موقف مشرف وقوي وشجاع يليق بالمملكة، وبخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويكفي أن موقف المسؤولين السعوديين أقوى بكثير من مواقف البعض في مصر من الذين كانوا محسوبين على الدولة أو الثورة".
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبدالعاطي، قد قال في تصريحات رسمية: "بيان المملكة باتفاقها مع فرنسا على منح خارطة الطريق فرصة للتحقق في مصر لم يكن جديداً، لأننا كنا نعلم مدى الجهد الذي يبذله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لدعم الحكومة المصرية ضد الإرهاب الواقع عليها الآن، فضلاً عن أن البلدين يعتبران ركيزة العمل العربي المشترك، وأن الرياض تقف مع القاهرة منذ اللحظة الأولى وتدعم تحركها ضد الإرهاب في مقابل التحركات الخارجية ضدها".
من جانبه، قال مستشار الرئيس المصري الموقت للشؤون السياسية، الدكتور مصطفى حجازي، في تصريحات له "نثني على موقف المملكة المساند لمصر، ونثمن موقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونشكر القيادة والشعب السعودي، وهو موقف متوقع من الأشقاء، وهذه هي طبيعة العلاقات بين البلدين، وهي مواقف لن ينساها الشعب المصري".