لم يكن من مصلحة البعض في المنطقة، أن يقف حمام الدم في مملكة البحرين عندما وقعت تلك الأحداث المؤسفة، التي أشعلتها شرارة "طائفية" صبت الزيت عليها عدة قنوات منها: قناة "المنار"، وقناة "العالم" الإيرانية، وما إن انتهت تلك الأحداث حتى قدمت قناة "المنار" التابعة لحزب الله اللبناني اعتذارها عن تأجيج الموقف والتدخل في شؤون داخلية لا علاقة له بها، ما دفع بمدير القناة إلى تقديم استقالته والذهاب إلى إيران!

هنا تنكشف السياسات الحقيقية في قنوات "الدم" التي تسعى لتفكيك الوحدة الوطنية في أي بلد والتوجه به إلى حافة الانهيار!

هذه القنوات -للأسف- أسهمت بشكل كبير في قتل الآلاف خلال فترة "الربيع العربي"، وتغنت بالثورات وفتحت أفقا ضيقا ومتعصبا في عقول الشعوب، موهمة إياها بالديموقراطية والحرية، شعوب لم تعتد على تلك القيم السياسية، وكبرت أجيالها وهي ترى الرئيس أو القائد نفسه!

إن ما تقدم عليه "قنوات القتل" في العالم العربي هو الذي جر الويلات على شعوب كانت تنعم على الأقل بالأمان، لتتحول عقولها ووجداناتها إلى شاشات تحرض ليلا ونهارا وتصنع الأحداث يوما بعد آخر.

هذا بالضبط ما يحدث في مصر وفي لبنان وفي العراق، عندما تبث قناة من "قطر صغير"، وعلى بعد مئات من الكيلومترات لتصنع الحدث في مكان ما، والضحية هي تلك الشعوب التي تفرقت وتنازعت قواها، ونخرت الطائفية والتفرقة السياسية عظامها!

للأسف؛ فإن السبق الإعلامي بالنسبة لأي قناة إخبارية اليوم أصبح أهم من دماء الشعوب، حتـى إن معظم هذه القنوات دخلت في تلك "الحرب القذرة"، فحولت مراسليها ومصوريها ومذيعيها -الذين ربما لا تهمـهم أي أجندات سياسية من وراء تغطيتهم للأخبار- إلى دروع بشرية يقتلون هنا وهناك، وانظروا إلى ما يحدث في القنوات العراقية الآن من قتل مستمر يطال الإعلاميين، كانت أخراهم المذيعة نورس النعيمي التي قتلت بدم بارد أمام منزلها مؤخرا!

لن تتوقف تلك القنوات عن نشر رائحة الدم في كل مكان، حتى وإن اختفى اللون الأحمر، فإنها تصنعه بنفسها بمشاهد مفبركة كما حدث في مصر إبان الثورتين الأخيرتين!