على مدى 38 موسماً مضت، كان الدوري السعودي من أكثر دوريات العالم تغييراً في نظامه وطرق حسمه، وقد تفرد في كثير من المرات بنظام مختلف عما هو معتاد أو أمتبع في كثير من دول العالم. وانطلق أول دوري سعودية عام 1974، وبعد 33 يوما فقط من انطلاقته ألغي لضيق الوقت وانشغال المنتخب بالاستعداد لدورة الصداقة الدولية على كأس الشهيد الملك فيصل التي أُقيمت بالرياض عام 1976. وشهد عام 1976 إصدار الجمعية العمومية السعودية لكرة القدم برئاسة الأمير فيصل بن فهد (قبل تغير مسماها إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم) قرارها بإقامة الدورة التصنيفية التي تحدد نتائجها فرق الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى، بمشاركة 16 نادياً من مختلف المناطق، قسمت إلى مجموعتين، تشكل الفرق الـ4 الأولى من كل مجموعة الدوري الممتاز، وتشكل البقية دوري الدرجة الأولى.ومن خلال نتائج وترتيب هذه الفرق شكلت أندية النصر، الهلال، الأهلي، الاتحاد، القادسية، الشباب، اليمامة (الرياض)، الوحدة، أندية الدوري الممتاز، وتوج النصر بلقب الدوري التصنيفي عقب تغلبه في النهائي على منافسه التقليدي الهلال.
الانطلاقة الفعلية
شهد موسم 1977 الانطلاقة الفعلية لأول دوري ممتاز في تاريخ الكرة السعودية، بمشاركة الفرق الـ8 المتأهلة من الدوري التصنيفي، وتمكن الهلال من الظفر باللقب.
وفي الموسم التالي تم تصعيد فرق أحد والنهضة والاتفاق من دوري الدرجة الأولى إلى الدوري الممتاز، ليرتفع عدد الفرق إلى 10، وتمكن الأهلي من الظفر ببطولة الدوري.
أول ظهور
شهد موسم 1979، ظهور اللاعب الأجنبي في الملاعب السعودية للمرة الأولى، ما زاد من إثراء المنافسة ومنحها قوة إضافية، واشتد الصراع بين الفرق، وقال الهلال كلمته في نهاية المطاف واستعاد لقبه الذي فقده في الموسم الذي سبقه. وبدا أن الغيرة دبت في القائمين على نادي النصر مما حققه منافسهم الهلال، فعملوا على أن يكون فريقهم مختلفاً مع بداية موسم 1980، وبالفعل كان لهم ما أرادوا وتوج فريقهم باللقب. ولم يكتف النصراويون بذلك بل ذهبوا إلى ما هو أبعد وكرر الفريق ما فعله في الموسم التالي "1981" وحافظ على لقبه للمرة الثانية على التوالي كأول فريق يحرز اللقب مرتين متتاليتين.
"العميد" بطل المشترك
في موسم 1982 كان الوضع مختلفاً، حيث قرر اتحاد القدم دمج فرق الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى في دوري واحد سمي بالمشترك لارتباط المنتخب السعودي بتصفيات كأس العالم، وبمشاركة 20 فريقاً، قسمت إلى مجموعتين، ولعبت بطريقة الدوري، وصعد الأول والثاني لدور الأربعة، الذي لعب بطريقة خروج المغلوب، وتوج الاتحاد باللقب عقب تغلبه على الشباب في النهائي.
غياب الأجانب والاتفاق بطل
مع إطلالة موسم 1983 عاد الدوري إلى نظامه السابق، مع غياب اللاعب الأجنبي، بعد قرار اتحاد القدم بعدم الاستعانة به، وكانت المنافسة حامية والصراع محتدماً، وتوج الاتفاق في نهايته باللقب لأول مرة، دون أن يتعرض لأي خسارة، وفي العام الذي يليه كان الأهلي حاضراً، وظفر باللقب للمرة الثانية.
زيادة الفرق
تقررت زيادة الفرق إلى 12 فريقاً ابتداء من موسم 1985، وتوج الهلال بلقبه الثالث عائداً إلى التتويج ببطولة الدوري بعد غياب 5 مواسم.
مربع بنظام الدوري
شهد موسم 1986 نظاما مختلفا عن المواسم السابقة، حيث قسمت فرق الدوري إلى مجموعتين، وتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى المربع، الذي لعب بنظام الدوري من دورين بين الفرق الأربعة، وتمكن الهلال من حصد لقبه الرابع.
العودة للنظام القديم
في السنوات الـ4 الأخيرة من عقد الثمانينات عاد نظام الدوري الكامل من دورين، وتمكن الاتفاق من الظفر بلقب 1987 للمرة الثانية في تاريخه، فيما حقق الهلال لقبه الخامس موسم 1988، وظفر النصر باللقب موسم 1989، قبل أن يحرز الهلال لقبه الـ6 موسم 1990.
"الليث" وبراعة المربع الذهبي
مع بداية عقد التسعينات، أقر اتحاد القدم نظام المربع الذهبي مع تغير المسمى إلى بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، بحيث يلتقي الأول مع الثالث والثاني مع الرابع ذهاباً وإياباً، مع عودة اللاعب الأجنبي، وفي السنوات الثلاث الأولى ظهر الشباب على الساحة، محققا اللقب كأول فريق يحققه لـ3 مواسم متتالية.
ذهاب فقط
أقرت في موسمي 1994 و1995 مباريات المربع الذهبي أيضاً، ولكن بإقامة مبارياته ذهابا فقط وعلى أرض الأول والثاني، وكان النصر عريس الموسمين بتحقيقه اللقبين الخامس والسادس في تاريخه.
الأول في مواجهة الرابع
استمر نظام المربع الذهبي خلال الفترة من 1996 وحتى 2001، لكن مع تغيير طفيف، حيث يواجه الرابع الأول والثالث الثاني ذهاباً وإياباً، وحق الهلال اللقب موسمي 96 و98، وظهر الاتحاد بطلاً لموسم97، قبل أن يسيطر على اللقب مواسم 99 و2000 و2001.
الأول في النهائي
مع بداية موسم 2002 وحتى نهاية موسم 2007، تم منح متصدر الدوري ميزة لعب النهائي مباشرة، على أن يلعب الرابع مع الثالث على أرضه، والفائز منهما يلاقي الثاني على أرضه، والفائز سيجد الأول في النهائي، وتوج باللقب خلال المواسم الستة الهلال ثم الاتحاد ثم الشباب، فالهلال ثم الشباب، فالاتحاد.
إلغاء المربع
مع كثرة الاعتراضات على نظام المربع الذهبي وعدم الاستقرار على نظام معين، أعاد الاتحاد السعودي نظام الدوري إلى عهده السابق بمسماه القديم وبنظام النقاط موسم 2008، وحصل الهلال على الدوري في نهاية دراماتيكية متوجا باللقب الـ11.
سنة أولى محترفين
ونظرا لإقرار الاتحاد الآسيوي لدوري المحترفين، ومن شروطه إقامة دوري المحترفين، تم تغيير المسمى إلى دوري المحترفين السعودي وتحت إشراف هيئة دوري المحترفين السعوديين، واستطاع الاتحاد أن يتوج كأول بطل للمحترفين في موسم 2009 وبلقبه الـ8.
تغيير المسمى
تغير مسمى الدوري ابتدأ من موسم 2010 وحتى نهاية الموسم الماضي إلى دوري زين للمحترفين، نسبة إلى الشركة الراعية (شركة زين للاتصالات)، واستطاع الهلال تحقيق اللقب في الموسمين الأولين، رافعاً رصيده إلى 13 لقباً، وفي موسم 2012 ظفر الشباب باللقب السادس، فيما توج الفتح بلقب الموسم الماضي للمرة الأولى في تاريخه.