وأد تقصير بعض الدوائر الحكومية كل حلم جميل حلم به المواطن لغد مشرق، يجد فيه الخدمات الملائمة التي تجعله يعيش عيشة كريمة وهانئة، بعيدا عن استغلالية المستغلين.
فقد زاد الاستغلال العلني في الآونة الأخيرة من فئة - تدعي قدرتها على علاج التوحد – لأسر فئة غالية على قلوبنا يعيشون في عالم قاس انحل من الإنسانية وجرد، مهنتهم استغلال خوف الآباء والأمهات على استمرار حال فلذات أكبادهم على الحال الذي يعيشونه بآلامه وأحزانه، مما يجعلهم يلجؤون لأي سبيل قد يجدون في نهايته براءة من هذا الداء، فقد يسافرون لأي منطقة أو دولة يسمعون بها عن دواء، لأنهم بكل بساطة أمهات وآباء تتحكم بهم مشاعر الأبوة وعاطفة الأمومة، فبالأمس القريب سمعت عن شخص في إحدى مناطق المملكة يدّعي علاج التوحد بأعشاب طبيعية، وأن هناك أسرا قد عالجت أبناءها من هذا الاضطراب.
وعند حديثي معه هاتفيا وتساؤلي عن بعض الأمور اتضح بأنه لا يملك عيادة ولا مهنة طبية ولا رخصة علاجية، بل يعمل في محل عطارة كبائع لا أكثر. يقدم جلسة للطفل كل ثلاثة أشهر وبمبالغ خيالية، وهي ليست الظاهرة الأولى فقد سبقتها إعلانات عدة في كبرى صحفنا اليومية عن علاج ناجع في مملكتنا الغالية وفي فترة قصيرة جدا.
أختم مقالي بأسئلة ثلاث أوجهها إلى وزارة الصحة: أين أنت عن مثل هؤلاء ممن جعلوا من أطفال التوحد فئران تجارب؟ وكيف يتم الإعلان في الصحف دون محاسبة أو مساءلة؟ ومتى ستلتفتون إلى هذه الفئة المحرومة من أبسط حقوقها؟