في العاشرة من عمرها أصيبت "ماكنيزي بيراب Mackenzie Bearup" في ركبتها، كانت تلعب وترقص وفجأة سقطت، مما جعل ركبتها تتضخم وتتضرر بشدة، والأسوأ من ذلك إحساسها بألمٍ شديد، كما لو كانت هناك قنبلة داخل ركبتها.
زارت الكثير من الأطباء، وبعد جولات عديدة من التشخيص الخاطئ، حددت إصابتها بحالة "RSD" المعقدة، وهي متلازمة تصيب الأوعية الدموية وأعصاب المنطقة المتضررة، مما يجعلها تشعر بألمٍ لا يطاق متى ما حركت ركبتها قليلاً. اضطرت لملازمة المستشفى أولاً، ثم المنزل لعدة أشهر متتالية، في تلك الأثناء لم تكن الأجهزة اللوحية قد ظهرت بعد؛ فلم تجد "ماكنيزي" إلا أن تهرب من واقع ألمها بقراءة الكتب، وكانت تجربة ناجحة بكل المقاييس.
ولكن عندما أخبرها طبيبها المعالج عن وجود مجموعة أطفال من الذين تعرضوا للإساءة والاستغلال يعيشون بالقرب منها، وذلك في مركز رعاية حكومي يفتقر لوسائل الترفية، فكرت "ماكنيزي" في أن هؤلاء بحاجة إلى ما يجعلهم ينسون ذكريات الإساءة والاستغلال، ولم يكن هناك أفضل من الكتب المصورة لتقوم بذلك. انطلقت تجمع تبرعات الكتب من محيطها الصغير، ثم توسعت نحو جيرانها وأصدقائها، كانت في البداية تهدف إلى جمع 300 دولار لشراء بعض القصص والكتب، لكن سرعان ما تجاوزت التبرعات 3000 دولار! الأمر الذي حفزها لتطوير فكرتها لتتجاوز مدينتها، ثم ولاية جورجيا التي تقطن فيها، إلى عموم الولايات المتحدة. واليوم وبعد مرور ست سنوات على بدايتها، استطاعت هذه الفتاة -التي لم تنهِ دراستها الثانوية حتى الآن- تأسيس جمعيتها الخيرية وإيصال ربع مليون كتاب إلى المئات من المكتبات وغرف الانتظار وملاجئ الأطفال.
بالطبع لم تسمع "ماكنيزي" بمثلنا العربي الذي نحفظه جميعاً: "وخير جليسٍ في الزمان كتاب"؛ لكنها بالتأكيد حققت مفهومه ليس لها فقط، بل لعشرات الآلاف من الأطفال كذلك.