فيلم سينمائي قصير جدا، مدته 3 دقائق و34 ثانية، حصل على أعلى مشاهدات لفيديو على "يوتيوب"، من ملايين الناس، على أرجاء هذه المعمورة "المخروبة".
فيلم my shoes، بسيط جدا في فكرته، وربما هذا جوهر شهرته الطاغية، إذ إن ميزة أي عمل إبداعي، مهما كان، تكمن في قدرته على الوصول إلى أوسع تنويعة من شرائح المتابعين، وأعني: أن يصل ببساطته إلى عقل المُشاهد الأمي قبل المثقف، أو النخبوي، وهذا بالضبط، ما جعل هذا الفيلم القصير يصل إلى شريحة بشرية واسعة.
ثاني سرّ في هذا الفيلم البسيط الغريب العجيب، أنه لم يعتمد على اللغة المنطوقة أو المترجمة المكتوبة، بل كان كل اعتماده على اللغة السينمائية، التي تكشف عن معناها بذاتها، ولا تعتمد على اللغة المنطوقة من الممثلين، أو اللغة المكتوبة المترجمة، وهنا تكمن الصعوبة، ويكمن الجمال.
فكرة فيلم my shoes باختصار شديد، تدور حول طفلين، الأول غني لكنه معاق القدمين، ويرتدي حذاء جميل الشكل والجودة، وغالي الثمن، والثاني فقير لكنه سليم القدمين، ويرتدي حذاء ممزقا ورخيص الثمن.
في البداية، يظهر الطفل الفقير وهو ينظر إلى حذاء الطفل الغني، بكثير من الحسرة، بينما ينظر الطفل الغني إلى أقدام الطفل الفقير السليمة بكثير من الحسرة، وبعدها يحدث ما يشبه المقايضة بين الطفلين، فتنتقل الكاميرا إلى الطفل الغني وهو يلهو بقدمين سليمتين، وهو في غاية الفرح، بينما يجلس الطفل الفقير بحذاء غالي الثمن، لكنه معاق على الكرسي.
الفيلم يتضمن فلسفة إنسانية عميقة، بين ما يملكه الإنسان وما يفقده، بين ما هو غالي الثمن بالفعل وما هو رخيص الثمن، في رسالة بصرية قصيرة الزمن، طويلة الإيحاء.
فيلم my shoes، كلّه بين حذاءين.