أكد عدد من المختصين والخبراء السياسيين أن إدارة الرئيس باراك أوباما تغامر بموقفها الضبابي من الأزمة في مصر بمصالحها في منطقة الشرق الأوسط، وأشاروا إلى أن موقف واشنطن من تطورات الأوضاع في مصر يتسم بعدم الوضوح. ويقول المحلل السياسي بمعهد كارنيغي للسلام ماثيو غريبن إنه كان الأولى بالإدارة الأميركية أن تتدخل بثقل أكبر لحل الصراع المصري قبل أن يستفحل أمره. مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان هو الشخصية المناسبة لزيارة مصر والالتقاء بأطراف الأزمة بدلاً عن مساعده ويليام بيرنز الذي قضى أكثر من أسبوع دون أن يحقق أي تقدم على صعيد حل الأزمة. وأضاف "مع مراعاة الحرج الذي تقع فيه الإدارة الأميركية من الوقوف ضد رئيس منتخب ديمقراطياً، إلا أن اعتبارات الأمن القومي غابت عن ذهن صناع القرار داخل البيت الأبيض، فلم يكن خافياً على أحد لجوء جماعة الإخوان للعنف الذي عرفت به منذ إنشائها، وكان يمكن للإدارة الأميركية أن تتوصل إلى صيغة متوازنة للتعامل مع الأزمة، بحيث تراعي التزاماتها الدولية والقانونية، وفي ذات الوقت تدين استخدام الإخوان للعنف". ومضى قائلاً "منطقة الشرق الأوسط ذات أهمية إستراتيجية واقتصادية للعالم كله، كما أن الموقع المتميز الذي تمتاز به القاهرة يعطيها أهمية مضاعفة، إضافة للثقل السياسي الذي تتمتع به، وقد احتفظت دول الشرق الأوسط دوماً بعلاقات خاصة مع الولايات المتحدة، إلا أن الموقف الأخير يهدد هذه العلاقات، لاسيما في ظل سعي روسيا لاستعادة مناطق نفوذها في المنطقة، إضافة إلى القادم الجديد الصين، وكلها مهددات قد تضيع على بلادنا ما كانت تتمتع به". كما أشارت ندوة عقدها معهد الإعلام والديمقراطية في ماديسون إلى تراجع النفوذ الأميركي في منطقة الشرق الأوسط بسبب "المواقف المطاطة" لإدارة الرئيس أوباما. وحذر المتحدثون من خطورة هذه المواقف على المصالح الأميركية حول العالم، وأكدت أن كل الدول العربية المؤثرة تقف إلى جانب الإدارة المصرية الجديدة.

وأشارت بعض الصحف الأميركية إلى أن الموقف الرسمي للولايات المتحدة مما يحدث في مصر قد اتسم في البداية بكثير من الغموض، وجاءت تصريحات وزير الخارجية جون كيري التي أطلقها من باكستان لتسترضي بعض الأطراف. إلا أن زيارة السيناتور جون ماكين وتصريحاته التي أثارت حنق الشعب المصري نسفت ما حققته تصريحات كيري المتوازنة، ولم تفلح تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني الذي أعلن تبرؤ الإدارة من كلمات ماكين في امتصاص الغضب المصري عندما قال في مؤتمر صحفي إن جون ماكين وليندسي جراهام يمثلان نفسيهما ومجلسي الشيوخ والنواب، وإنهما ليسا وسيطين من قبل الرئيس باراك أوباما أو الإدارة الأميركية. وتابع "لا علم ‏لدي أنهما وسيطان. وهما زعيمان ‏في مجلس الشيوخ، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للحزب الجمهوري بشكل خاص". ثم جاء الخطاب الأخير للرئيس أوباما ليصب الزيت على نار الغضب المصري المتصاعدة ضد الولايات المتحدة.