رفضت الحكومة المصرية أمس عقد مجلس الأمن جلسة خاصة لمناقشة التطورات التي تمر بها مصر، مشددة على أن هذا النوع من المواقف إنما يدعم العنف والإرهاب في البلاد. وأعلن وزير الخارجية نبيل فهمي لنظيره الفرنسي لوران فابيوس رفضه لهذه الجلسة، مشيراً إلى أن من شأن هذا الإجراء أن يشجع أطرافاً أخرى على انتهاج العنف. وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا كافة الأطراف في مصر إلى ضبط النفس ووقف العنف، داعياً إلى الإسراع في المصالحة بين كافة الأطراف. من جانبه اجتمع فهمي بسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، المعتمدين في القاهرة، حيث شرح لهم حقائق الأوضاع في المشهد الداخلي المصري، مشيراً إلى أن الأعمال الإجرامية العشوائية التي تقوم بها جماعات مسلحة من ترويع للمواطنين واعتداء على الكنائس ودور العبادة والمنشآت العامة والمراكز الحضارية والمستشفيات تعد تصعيداً خطيراً من جانب الطرف الآخر ضد الدولة والمواطنين. كما أجرى خلال اليومين الماضيين اتصالات هاتفية مكثفة مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن وعدد آخر من وزراء خارجية دول العالم، ركزت على شرح حقيقة الوضع في مصر، وما تشهده البلاد من أعمال إجرامية تستهدف دور العبادة والمرافق العامة وترويع المواطنين.

في ذات السياق أكد المتحدث باسم الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي أن فهمي انتقد بشدة إحجام المجتمع الدولي عن إدانة وشجب هذه الأعمال الإجرامية التي تخرج تماماً عن نطاق السلمية، وأضاف "هذا الصمت غير المبرر شجع هذه الجماعات الإرهابية في الاستمرار في أعمال العنف والقتل"، مؤكداً أن المسؤولية الأولى لأي حكومة هي توفير الأمن للمواطنين وفرض النظام العام في إطار القانون. وأضاف أن وزير الخارجية شدد على التزام مصر بالنظر للأمام من خلال تنفيذ خريطة الطريق بأسرع وقت ممكن، لأجل بناء ديمقراطية عصرية حقيقية.

في غضون ذلك دعت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما أمس إلى ضبط النفس في مصر، وقالت في افتتـاح قمة إقليمية لمجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية تعقد في عاصمة مالاوي "أدعو كل الأطراف إلى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس وسلوك طريق الحوار". وأضافت أنه من الضروري أن يدعو الاتحاد إلى اجتماع لمجلس السلم والأمن التابع له"، مشددة على المسؤولية الكبيرة للاتحاد في تسويـة النـزاعات وعدم الاستقرار.

في سياق ميداني أكدت مصادر أمنية مقتل نجل المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خلال المواجهات التي شهدتها القاهرة أول من أمس. وجاء في بيان صادر عن حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، إن عمار بديع قتل أثناء مشاركته في المواجهات.

من جهة أخرى أعلنت وزارة الداخلية في حكومة حماس أن الجانب المصري أعاد أمس فتح معبر رفح الحدودي جزئيا بعد إغلاقه لعدة أيام. وقالت الوزارة في بيان إن الحالات التي سمح الجانب المصري بعبورها تشمل فئة الحالات الخاصة، مثل حملة الجوازات الأجنبية والمرضى الحاصلين على إذن رسمي من وزارة الصحة.