عبدالله يحيى النخيفي


حين هبت شرارة الربيع العربي.. بتونس الخضراء، لم يدرك المواطن العربي المغلوب على أمره في بعض تلك البلدان، التي تعاني من الفساد المركب وتعاني أيضا من الديكتاتورية الصارمة والسوداء، أن حلم التغيير سوف يتعرض للاغتيال على يد جماعة ظلت وعبر عقود تنتظر الفرصة للانقضاض على الحكم.. والتشبث به مهما كانت التكلفة! ولنا في مصر أسوة.. فالمشهد السياسي المصري يكاد يحرق متابعيه من شدة ارتفاع درجة غليانه، وما السبب سوى جماعة الأخوان، فهي من وصلت للسلطة عبر مرحلة ديموقراطية، وهي من حولت حلم المواطن المصري إلى جحيم في ظل حكمها الذي استمر لعام كامل، فهي من رفضت احتجاجات مليونية قادتها بعض النخب، وجماهير ملأت ميادين مصر في تظاهرة ديموقراطية كبيرة قل نظيرها في العالم، وكلها كانت تطالب بتنحي الرئيس المنتخب وإجراء انتخابات مبكرة، ولكن الهوس بالسلطة جعل الإخوان بتنظيمهم الحزبي يرفض كل الهتافات السلمية الرافضة لسياسة الأخونة التي تعرضت لها مصر في عام كامل، وكذلك للعقم الذي أصاب كافة مؤسسات الدولة، وهو ما دفع المؤسسة العسكرية لانتشال مصر من الواقع الأليم، والذي صنعته سياسة الإخوان بتفريقها للمجتمع المصري، فأعلنت المؤسسة العسكرية وبعد الرجوع لكافة النخب السياسية والدينية استجابتها للشارع المصري، المطالب بإنقاذ مصر من الانزلاق نحو فوضى الفرقة الذي تصنعه سياسة الجماعة! وأعلن عزل الرئيس المنتخب، وإعلان مرحلة انتقالية وخطة طريق لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهو ما رفضته الجماعة واعتبرته تعدياً على الشرعية الديموقراطية.

أتساءل: لماذا تخشى الجماعة من الاحتكام مرة أخرى لصناديق الانتخابات؟ الجواب بسيط كبساطة السؤال: وهو أن الجماعة أدركت فشلها في المرحلة التي أدارت فيها الدولة.. والآن وفي ظل العصيان الذي امتهنته الجماعة عبر تاريخها تحاول الجماعة وعبر سلوكها السياسي الرافض للآخر إدخال مصر إلى نفق الحرب الأهلية! وهكذا، تم وأد أحلام المواطن العربي في مصر وغيرها.. والذي كان يأمل بربيع عربي لا يثمر دما وفرقة ودمارا وفتنة! رحم الله حال المواطن العربي وكفى!!