بمجرد قيام الجيش المصري بعزل الرئيس السابق محمد مرسي، استجابة للمطالب الشعبية الطاغية، حتى اشتعلت شبه جزيرة سيناء، ووقعت سلسلة من الهجمات على مواقع عسكرية وشرطية، راح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين، معظمهم من عناصر الجيش. وما تزال المنطقة تشهد ارتفاعا في عدد الهجمات الإرهابية، رغم أنها كانت من بين 14 محافظة أعلن فيها حظر التجول. مما يرفع الكثير من علامات الاستفهام حول العلاقة بين المتشددين، الذين ينتشرون في شبه الجزيرة وجماعة الإخوان المسلمين، لا سيما في ظل ما تردد عن إعاقة النظام السابق لخطط الجيش في دحر تلك الجماعات، حسبما أعلنت بعض القيادات العسكرية مؤخرا.
وبالأمس قال مسؤول ومصادر أمنية في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، إن 17 شخصا أغلبهم من الشرطة والجيش قتلوا في هجمات لمسلحين يعتقد أنهم مؤيدون لجماعة الإخوان المسلمين، على مدى الثماني والأربعين ساعة الماضية. وأضافت المصادر أن 65 شخصا آخرين معظمهم من الشرطة والجيش أصيبوا في الهجمات التي استهدفت مواقع شرطية وعسكرية، ومنشآت حكومية في العريش ومدن أخرى في المحافظة. وقالت المصادر الأمنية إن الهجمات أسفرت أيضا عن حرق 3 سيارات ومدرعة للشرطة، كما اشتعلت النيران في إحدى الكنائس. وتابعت أن من بين القتلى 7 من مجندي الجيش قتلوا في هجوم واحد أول من أمس، أصيب فيه أيضا 5 آخرون. مشيرة إلى أن الجيش المصري اعتقل 3 مسلحين بحوزتهم أسلحة آلية وقذائف صاروخية في شارع البحر في العريش. وقال وكيل وزارة الصحة بالمحافظة طارق خاطر إن من بين القتلى اثنين من المدنيين. وأضاف "معظم المصابين خرجوا من المستشفيات عقب تلقيهم العلاج اللازم".
ورغم أن السلطات فرضت حظر تجول ليلي في القاهرة و13 محافظة أخرى بينها محافظتي شمال وجنوب سيناء بعد فض الاعتصامات، لكن مؤيدين لمرسي في العريش خرقوا حظر التجول، بتنظيم مسيرة حاشدة في المدينة، رددوا خلالها هتافات مناوئة. وذكر شهود عيان أن مسلحين مجهولين أشعلوا النيران في مبنى الضرائب العامة في قلب مدينة العريش المصرية، في ساعة مبكرة من صباح أمس، وذلك بإلقاء زجاجات حارقة داخل المبنى. وأوضحوا أن الأهالي حاولوا إطفاء النيران والسيطرة عليها، إلا أن المسلحين عادوا مرة أخرى إلى المبنى وأشعلوا النيران فيه، ومنعوا الأهالي من الاقتراب من المبنى المكون من 3 طوابق حتى أتت عليه النيران بالكامل. كما أشارت مصادر صحفية إلى مقتل أحد الضباط عند نادي الشرطة بالعريش، وكذلك ضابط وجندي عند أحد أقسام الشرطة بالمدينة أمس، فضلا عن إصابة جندي بعد ما قام مسلحون مجهولون بإطلاق النار على نقطة تفتيش تابعة للجيش بالشيخ زويد، التي تبعد كيلومترات قليلة عن رفح على الحدود الشرقية لمصر مع قطاع غزة الفلسطيني.
وكانت العريش قد شهدت في الساعات الماضية إشعال غاضبين النار في مبنى مجلس المدينة، وسبق ذلك تفجير أمام مبنى عسكري بالمدينة لم يسفر عن وقوع إصابات، في وقت لم تقتصر فيه الهجمات على عاصمة المحافظة، وإنما امتدت خارجها لتشمل اقتحام مبنى المخابرات العامة بقرية العوجة في وسط سيناء، وإجبار العاملين فيه على الانصراف إلى منازلهم. وتكرر الأمر مع قسم شرطة بئر العبد حين حاصره مسلحون، وقاموا باقتحام المقر لعدة ساعات قبل أن ينتهي الأمر بوساطة قبلية. إلا أن المسلحين عادوا مرة أخرى وأغلقوا الطريق الدولي الذي يصل إلى مدينة القنطرة على قناة السويس