كشف مدير المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام بجدة غازي الغامدي، عن دفن محمد عبدالله "يتيم دار الرعاية" بجدة أمس، بعد أن صرحت شرطة جدة بدفن جثمان الفتى، الذي نشرت "الوطن" قصته قبل يومين.
وكان محمد قد لقي حتفه نتيجة ارتفاع نسبة السكري، وتم اكتشاف وفاته بعد فقدانه بأربعة أيام. وأفاد الغامدي أن مراسم دفن الجثمان الذي ووري الثري بمقابر المعلاة بمكة المكرمة مغرب أمس، حضرها عدد من مسؤولي إدارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة وإخوانه الأيتام. وقال مدير مؤسسة الرعاية: إن تقرير الطب الشرعي أثبت أن الوفاة طبيعية ولم يتم اكتشاف أي علامات أو آثار لأضرار غير طبيعة، وقال إن الوفاة سبقها نزيف بالفم والأنف ومحاولة اليتيم الخروج من باب غرفته والذي سبق وأغلقه بالمفتاح، مما اضطر المشرف على الدار لإبلاغ الشرطة والدفاع المدني.
وكان المتحدث الرسمي لشرطة جدة قد قال في تصريح لـ"الوطن": إن ملف القضية حول هيئة التحقيق والادعاء، وأفاد بأن الشرطة تلقت بلاغا من مركز النزهة مفاده وجود جثة شاب داخل مبنى دار رعاية الأيتام وعلى الفور انتقل خبراء الأدلة وفرق البحث الجنائي للموقع، وتمت معاينة مسرح الحادث والاستعانة بالدفاع المدني لكسر الباب، والذي كان محكم الإغلاق من الداخل، وبالوقوف على حيثيات الحادث تبين أن الشاب اليتيم يعاني من مرض السكري ودائما ما يصاب بنوبات تفقده الوعي وبالرجوع لملفات المتوفى اتضح أن الوفاة طبيعية.
من ناحية أخرى، أصدرت المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام بياناً أمس كشفت فيه عن ملابسات وفاة محمد، وشدد المدير التنفيذي للمؤسسة فهد بن عبدالله الراجح، على رغبتهم في توضيح تلك الأمور التي أحاطت بالوفاة، ولفت إلى أن نظام السكن في هذه البيوت يختلف عن نظام السكن في دور الإيواء للأيتام الصغار ويكون في سكن مستقل، حيث يهدف ذلك إلى تعويدهم على الاستقلالية الكاملة والاندماج في المجتمع ولذا تقوم على الإشراف الجزئي على الأبناء.
وعن وفاة محمد قال: الابن محمد يبلغ من العمر 18 سنة ويسكن في فيلا بحي البوادي في محافظة جدة مع 15 ابنا من إخوانه الأيتام، كانت مخصصة له غرفة مستقلة بمفرده نزولا على رغبته الشديدة في ذلك، ويشرف عليها خلال إجازة العيد مدير البيت وثلاثة مشرفين مناوبين على مدار الساعة، وكان يوجد مع الأبناء في هذا الوقت المشرف المناوب حسب الجدول المعد لتغطية كامل الفترات وعلى مدار الساعة. وتابع: محمد كان يعاني من مرض السكري ولديه ملف طبي في مستشفى الدكتور غسان نجيب فرعون، بجدة وقد أحس ليلة العيد بتعب بسيط وتم الذهاب به إلى المستشفى برفقة مدير البيت محمد الغامدي، وأجريت له الفحوصات الطبية اللازمة وتم خروجه من المستشفى في نفس اليوم، وشارك مع إخوانه فرحة العيد في صباح أول أيام العيد، حيث أقامت المؤسسة برنامجا لمدة يومين متتاليين ولم يحضره محمد.
وبين الراجح أنه تم السؤال عنه والاتصال به أكثر من مرة على هاتفه الجوال غير أنه لم يجب على الاتصالات، ولما كانت غرفته مقفلة ولا يجيب وكان هناك احتمال مرافقته إخوانه الأيتام في مكة المكرمة، وبعد التأكد من عدم وجوده لديهم تم البحث عنه في الأماكن التي اعتاد على زيارتها وكإجراء رسمي في مثل هذه الظروف تم إبلاغ الجهات الرسمية في حينها لاتخاذ اللازم، وبعد حضور الدفاع المدني وكسر باب الغرفة وجد الابن محمد متوفى بداخلها.