حمل خبراء وسياسيون جماعة الإخوان المسلمين مسؤولية محاولة جر مصر إلى مستنقع من العنف، واعتبروا أن ما تقوم به الجماعة هو بمثابة "صحوة الموت" الذي تعاني منه. وأشاروا في تصريحات إلى "الوطن" إلى تعنت قيادات الجماعة وإصرارهم على إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء وإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى سدة الحكم من جديد، وعدم القدرة على إدراك حقيقة أن الشعب لفظ النظام السابق، وقاد ثورة في الثلاثين من يوليو الماضي. لذلك رفضوا كل محاولات الوساطة التي قامت بها أطراف داخلية وخارجية لتجاوز الأزمة.
صحوة الموت
بداية يقول رئيس حزب التجمع السابق الدكتور رفعت السعيد، إن عملية فض اعتصام النهضة تمت بحرفية وكفاءة تامة، ونجحت بشكل كبير في توجيه ضربة حقيقية لجماعة الإخوان المسلمين، وما يحدث الآن من عمليات مقاومة وفوضى وإثارة للرعب بين المواطنين بمثابة الرمق الأخير أو صحوة الموت للجماعة. وأضاف: "عمليات المقاومة وإثارة الرعب بين المواطنين وحرق أقسام الشرطة من قبل أعضاء وقيادات الجماعة ليست بالممارسات الجديدة عليهم، فهم اعتادوا على اقتحام السجون وحرق أقسام الشرطة، وانتهجوا أعمال العنف منذ نشأة جماعتهم. من جانبه، قال رئيس الحزب الديموقراطي الدكتور عفت السادات "ما يحدث الآن من استهداف للأقسام ودواوين المحافظات والكنائس والعنف الممنهج، يجعل من الضروري فرض حظر التجوال بشكل موقت حتى استعادة الأمن والأمان في كل ربوع مصر"، مضيفا أنه "يجب طرد سفراء الدول.
مخططات إرهابية
بدوره قال الكاتب الصحفي عبدالقادر شهيب، إن الإخوان أثبتوا للجميع الغافلين أنها جماعة إرهابية لم تنبذ العنف، وأنها كانت تجهز نفسها وتدرب أعضاءها على ممارسته، وتبين أن تهديداتها التي أطلقتها عام 2012 بحرق مصر هي تهديدات حقيقية؛ لأنها سعت بالفعل إلى تنفيذ هذه التهديدات في أماكن شتى من أنحاء البلاد، من خلال إقامة اعتصامات مسلحة جديدة، واقتحام عدد من المنشآت والمقار الحكومية وقطع الطرق وحرق الكنائس، والمخطط الإرهابي للجماعة لاستعادة السلطة الذي تحدثت عنه في عدد 9 يوليو بدأ بالفعل تنفيذه".
سيناريو مشبوه
من جانبه يقول الخبير في الشؤون الاستراتيجية اللواء طلعت مسلم، إن ما فعلته الجماعة بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة من أعمال عنف وإرهاب طبيعي جدا ومتوقع، وكان الجميع على دراية بالأساليب التي يمكن أن تتبعها الجماعة في حالة فض الاعتصام. وأضاف: "هدم مصر هو السيناريو الذي قررت الجماعة السعي وراءه في حالة سقوطها وفشل مرشحها في الانتخابات الرئاسية من خلال حرق المقرات الأمنية وأقسام الشرطة ومقرات أمن الدولة، بل وحرق مصر بالكامل، من خلال هدم المنشات الهامة وتخريب بعض الوزارات السيادية، وترويع المواطنين وقتل المعارضين في منازلهم بواسطة أعضاء الجماعة الإسلامية.