في تمام الساعة الثامنة صباحا، انسحب عبدالرحمن طريف الشريف، والذي قدم نفسه لـ"الوطن" بأنه مستشار غير متفرغ في "نزاهة"، بهدوء من القاعة التي شهدت حفل المعايدة، وقد اصطحب برفقته أحد العمال.

أدار الشريف محرك سيارته "اللاندكروزر" وغاب عن الأنظار لبرهة قبل أن يعود وبيده أكياس معدودة، اتضح لاحقا أنها عبارة عن شطائر خفيفة تمثل إفطار المعايدة لمنسوبي الهيئة.

بسؤال الشريف عن القيمة الإجمالية للإفطار، أكد أن كل ما حمله معه لا تتجاوز قيمته الـ600 ريال فقط، وأضاف "نحن في الهيئة نعتمد التشغيل الذاتي.. كل ما تراه على الطاولات هو من المونة التي توفرها الهيئة، إن كان شايا أو قهوة أو ماء".

وفي الوقت الذي تبالغ فيه بعض الجهات الحكومية بحفلات المعايدة سواء في المأكولات أو المشروبات التي توفرها، إلا أن "نزاهة" خالفت ذلك العرف بتقديمها إفطارا رمزيا لمنسوبيها، وهو ما قال عنه أحد المسؤولين "يجب أن تكون نحن قدوة لغيرنا".

غير أن نائب رئيس هيئة مكافحة الفساد لقطاع النزاهة الدكتور عبدالله العبدالقادر، الذي بدا محرجا بعد أن لاحظ قلة الطعام المعروض على الطاولات، قال في ختام كلمته المرتجلة "فلتعذرونا على الأكل القليل، ولكـن نعلم أنكم تصومون الست"، نطقها مازحا وغـادر برفقة أسامة الربيعة دون أن يشاركا المـوظفين طعام الإفطـار.