شكلت إدارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة لجنة للتحقيق في وفاة يتيم عثر عليه قبل يومين متوفى داخل سكن الأيتام التابع للمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام بجدة، وسط تأكيدات من مصادر مطلعة بدار رعاية الأيتام، بأن تحلل جثة المتوفى جاءت بسبب بقائها 3 أيام في الغرفة، دون أدنى متابعة أو رقابة من العاملين بالدار.

وذكر مساعد المدير العام للشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة سعيد الغامدي في تصريحات إلى "الوطن" أن المتوفى شاب يبلغ من العمر 18 عاما، وكان يعاني من مرض السكر وخرج قبل العيد لزيارة المسجد النبوي برفقة 26 من الأيتام وعاد قبل العيد بيوم، وراجع مع المشرف على حالته المستشفى وأعطي علاجا وعاد لمسكنه، وأن ثلاث جهات حكومية تحقق في وفاة اليتيم عبر لجان شكلتها وزارات الداخلية والشؤون الاجتماعية والصحة، لمعرفة أسباب الوفاة والاطلاع على النتائج النهائية للتحقيق والتي تباشرها شرطة جدة.

من ناحيته، أوضح المتحدث الرسمي لشرطة جدة الملازم نواف البوق، أن مركز شرطة النزهة تلقى بلاغا عن وجود شاب متوفى داخل مبنى دار رعاية الأيتام، ويبلغ من العمر 18 عاما داخل الوحدة السكنية التابعة له "غرفة" مغلقة عليه من الداخل، وتم انتقال ضابط التحقيق للموقع برفقة خبراء الأدلة الجنائية لفحص مسرح الحادث.

وقال البوق إنه تم الاستعانة بفرقة من الدفاع المدني لكسر الباب، الذي كان محكم الإغلاق من الداخل، وبعد ذلك اتضح أن الشاب يعاني من السكري وهو دائما ما يصاب بنوبات تفقده الوعي، وبالرجوع لتقرير الطب الشرعي الأولي اتضح أن الوفاة طبيعية وتم إحالة ملف التحقيق بالكامل لهيئة التحقيق والادعاء العام دائرة النفس.

من جهته، أكد مدير الطب الشرعي بمحافظة جدة الدكتور طلال إكرام، أن مركز الطب الشرعي بجدة تلقى نفس البلاغ، وتم التعامل مع الحالة وإرسال طبيب للوقوف على الجثة ومعاينة مسرح الحادثة، وتبين من المعاينة المبدئية للمتوفى عدم وجود ظواهر أو أضرار جسدية، وأن الوفاة طبيعية نتيجة ارتفاع مرض السكري وحصول نزيف من أنف وفم المتوفى، وبروز ظواهر تحلل بسبب شدة الحر، وتوقع الطبيب الشرعي الذي عاين الجثة أن تكون الوفاة وقعت بين 18 إلى 24 ساعة، وتم تسليم التقرير إلى شرطة جدة.

أما مدير المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام غازي الغامدي، فنفى تحلل جثة اليتيم أو تعفنها، وقال إن الشاب كان يتعرض كثيرا للإغماء بسبب المرض، وإنه عانى في ليلة العيد وتم نقله لمستشفى خاص للعلاج برفقة المشرف على حالته، إلا أنه رفض المكوث في المستشفى رغم تأكيدات الأطباء بضرورة بقائه لخطورة حالته.

وقال مدير مؤسسة رعاية الأيتام إن المتوفى كان يصر على البقاء منفردا داخل غرفته الخاصة، لافتا إلى أن زملاءه افتقدوه وظلوا يبحثون عنه لمدة 3 أيام متواصلة قبل أن يلاحظوا خروج رائحة كريهة من غرفته، وهو ما دفعهم للاتصال بالشرطة والدفاع المدني.

وبين الغامدي أن إدارة المؤسسة قامت بعمل برنامج معايدة لنزلاء الدار خلال فترة العيد، إلا أنهم في ثالث أيام العيد لاحظوا عدم حضور الشاب للفعاليات، فقام المشرفون وزملاؤه بالاتصال على هاتفه الجوال لكنه لم يرد حتى لحظة اكتشاف الوفاة. وأوضح "أن الأيتام الذين تعدوا عمر 18 عاما يتحملون مسؤولية رعاية أنفسهم ويتابع مشرف المؤسسة حل أي إشكالات قد تواجههم وتخصص المؤسسة عمال نظافة أسبوعيا لتنظيف غرف النزلاء وكان المتوفى ـ رحمة الله ـ انطوائيا ويفضل العيش بمفرده".