على خلفية تصرفات (لا مسؤولة) من مدرب الأهلي بيريرا واللاعب البرازيلي برونو سيزار في الديربي الكبير مع المنافس الاتحاد في أكتوبر الماضي، انتقدتهما في هذه الزاوية وطالبت المسؤولين في الأهلي بالتصدي لما بدر منهما بما يحفظ (رقي) الأهلي وجمال ملاعبنا، لكنني واجهت حينها انتقادات وتأويلات وبعض الشتائم، واليوم يُثبت سيزار أنه (متعال) وشايف نفسه (فوق) الأهلي والكرة السعودية، بشهادة المدرب الذي أبعده، وبعض من كانوا يخالفونني، ها هم ينتقدونه بعد (خراب مالطا)، وفي المقابل، يواجه بيريرا انتقادات حادة إلى درجة المطالبة بإلغاء عقده، وعدم مطاوعته على التفريط في نجوم مثل فيكتور سيموس وبرونو سيزار.
أستغرب وصول الأهلي لهذا الضياع على جميع الأصعدة بما يثبت ضعف العمل الإداري بشكل عام.
وأستغرب أيضا عدم الوصول لتوافق مع بيريرا، الذي أراه مكسباً للكرة السعودية، مع أهمية أن يكون أكثر هدوءاً كي ينجح، ومن واجبي أن أشيد به في ردة فعله تجاه (تهور) منصور الحربي ضد إبراهيم هزازي لاعب الاتفاق، فقد أثار إعجابي وهو يؤنبه بينما يغادر الملعب مطروداً، بانزلاقته المؤذية دون إغفال استفزاز هزازي الذي نال عقابه من لجنة الانضباط.
وفي الوقت ذاته، ليس سهلاً التفريط في نجوم دفع فيهم الأهلي ملايين الدولارات، لكنني لست مع الذين يؤولون أن المدرب يريد أن يرحل.
الأهلي يمر بمرحلة حرجة جداً وفي موقف لا يحسد عليه، والأمل أن تكون الحلول الشتوية (دافئة) وتنهي اللغط.
أما الشق الأول من العنوان، فإن ياسر القحطاني، عاد قوياً وفعالاً في هجوم الهلال بعد أن تكاملت جاهزيته، ولكن كثيرين غير مدركين ما يقدمه من خدمات تكتيكية رغم أنه يلعب بنصف مستواه، والأكيد أن الأكثرية ينتظرونه (هدافاً) على غرار نجوميته الخارقة 2007، لكن للسن أحكام ولكل زمان ظروفه، والآن ياسر يقدم خدمات تساهم في تعزيز حضور الهلال هجومياً، والمدرب سامي حينما يشركه بجوار ناصر الشمراني يكون للفريق الأزرق توهج في عمق المنطقة، وسأضرب بعض الأمثلة، أولها حينما لعب في الشوط الثاني أمام النصر شكل ضغطاً نفسياً، وكان عاملاً مؤثراً في تسجيل هدف التعادل برأس ناصر الشمراني، وفي الوقت الذي مرر ناصر الكرة لنيفيز قبل أن يتلقى تمريرة الرد، كان ياسر في العمق مشغلاً الدفاع مما جعل خالد الغامدي مشتتاً بين ياسر وناصر الذي نجح في اقتناص الكرة هدفاً تعادلياً، بينما في الشوط الأول لم يظهر ناصر لضعف العمل الفني في الوسط ولعدم وجود من يفتح له الطريق في الهجوم.
وكاد ياسر يسجل هدف التعادل الثاني بعد جزائية السهلاوي لو لم ينجح العنزي في صد كرته بكتفه.
وفي مباراة النهضة كان ياسر فاعلاً في التوغل والتسديد قبل تمريرته (الخادعة)، حيث فلتت الكرة من الحارس لتتهيأ أمام نيفيز هدف فوز.
وفي مباراة العروبة أرهق ياسر الدفاع بحركته وتمركزه في الشوط الأول، قبل أن يمرر الكرة (بكعبه) لناصر الذي استدار في مساحة جيدة وسدد هدفاً أول، في حين كان مدافعان قد اندفعا خلف ياسر.
والأكيد أن ياسر الآن يلعب بنسبة 70% تقريباً من عمر المباراة بفعالية ويستطيع أن يؤثر بوجوده، في تشتيت المدافعين، وتتضاعف خطورته إذا وجد نيفيز أو تألق باقي لاعبي الوسط على الأطراف.
والواضح أن ياسر اشتغل على نفسه جيداً هذا الموسم بجد وحرص، واتضح جلياً أن الهلال أكثر خطورة بوجود مهاجمين (حقيقيين).
أمنياتنا بمزيد من الإثارة والتشويق في دورينا.