في عالم المال والأعمال تعد العلامة التجارية الخطوة الأولى نحو الانتشار والتوسع، وكثيرون يعتقدون بأن منتجات الشركات التي لا تملك علامة تجارية مهما كانت جودة منتجاتها، أن قدرتها على منافسة المنتجات التي تحمل علامات تجارية مميزة تكاد تكون معدومة، فالعلامة التجارية واجهة وعنوان للشركات والمؤسسات، إذ تمكن زبائن الشركة من تمييز منتجاتها أو خدماتها عن منتجات الشركات المنافسة أو خدماتها، مما يتيح للشركة إمكانية تسويق سلعها أو خدماتها على نحو أفضل. ذلك أن العلامة التجارية تعد ضماناً لجودة المنتج إن كانت مواد أو خدمات، فالمستهلك الذي يرتاح لجودة منتج أو خدمة يثابر على شراء ذلك المنتج واقتناء تلك الخدمة، بحثاً عن الجودة التي يتوقعها من العلامة التجارية التي يعرفها.
لذلك يجب على الشركات الناشئة والصغيرة، أن تحرص على اختيار العلامة التجارية المناسبة وتصميمها وحمايتها، ومتابعتها حتى تكبر وتصبح إحدى العلامات التجارية العالمية المميزة، ولحظتها يمكن أن تعتبر الشركة من الشركات العالمية الكبيرة، خصوصاً في ظل أنظمة التجارة الدولية التي تتيح للشركات أن تكون عابرة للقارات وتنافس في كل موقع وكل دولة، فالعلامة التجارية تساعد على تعزيز التعرف على الشركة ومنتجاتها وخدماتها في الأسواق الدولية وإقامة علاقة مباشرة مع المستهلكين الأجانب.
وعلى الرغم من أهمية العلامة التجارية في عالم المال والأعمال اليوم، إلا أن السوق السعودي تنقصه ثقافة تبني العلامات التجارية ودعمها والترويج لها وتسجيلها لدى الجهات المختصة محلياً وعالمياً، يأتي ذلك في الوقت الذي نجد فيه أن لدى أغلب الشركات والمؤسسات السعودية امتدادات وعلاقات تجارية إقليمية ودولية، ومن هنا كانت مبادرة صحيفة "الوطن" كجزء من مسؤولياتها الاجتماعية ودورها في نشر الوعي بتكريم ودعم أكبر وأفضل 100 علامة تجارية في السوق السعودية، دعماً للعلامات التجارية الأكثر شهرة في السوق السعودي، من منطلق مهني إعلامي يسعى لمحاربة الغش التجاري والعلامات المقلدة ذات الجودة الرديئة، خصوصاً أن الـ100 علامة تجارية تدعم توظيف الآلاف من الشباب السعودي في مختلف المناطق، مما يعني حرصنا في الصحيفة على أن تكون هذه العلامات التجارية رافداً يدعم الاقتصاد الوطني، وينتشر في جميع أرجاء العالم ليعرض جودة المنتج السعودي ويؤكد عالمية الشركات والمؤسسات التي تعمل في السوق السعودية، في ظل انتشار المدن الاقتصادية في مختلف مناطق وطننا الحبيب، التي تبحث عن المستثمرين والدعم الإعلامي، رغم أن مكانة الاقتصاد السعودي كبيرة عالمياً، إذ يحتل موقعاً مميزاً بعد أن تمكنت المملكة من دخول قائمة مجموعة العشرين لأكثر الاقتصادات العالمية تأثيراً، وبالتأكيد فإن ذلك يتطلب أن يكون المنتج السعودي الاقتصادي علامة تجارية يشكلها التراث والعادات والتقاليد السعودية ويعرض ثقافتنا ويسوقها للشعوب الأخرى التي تفتخر بمنتجاتها كدول أوروبا وشرق آسيا وأميركا.
من هذا المنطلق، أتت مبادرة المؤسسة لتكريس أهمية العمل والإنتاج والإبداع في كل قطاع، وتكريم وتثمين دور وجهود الشركات التي تمتلك علامات تجارية واضحة ومؤثرة تعبر عن منتجاتها وخدماتها، فالعلامة التجارية هي رمز الثقة بصفات المنتجات والبضائع والخدمات، مثلها مثل الإعلام الذي يحدد هوية وثقافة وطبيعة كل دولة من هذا العالم الفسيح.