سجلت رواية "ذات" للكاتب المصري صنع الله إبراهيم اسمها كأول عمل لصنع الله يتحول لمسلسل درامي، كتب السيناريو مريم نعوم الحاصلة على جائزة ساويرس عن سيناريو فيلم "واحد صفر".

نعوم وهي ابنة الروائي نبيل نعوم قالت لـ "الوطن" إنها لم تختر الرواية، بل كلفتها شركة الإنتاج وعرضت عليها تحويل العمل الأدبي إلى مسلسل. وتضيف: أعدت قراءة "ذات" وفي ذهني كيف يمكن تحويلها لعمل درامي، صنع الله إبراهيم ما تحبه فيه هو كيفية بدئه من التفصيلة الصغيرة حتىالصورة الكاملة، قوته ليست في الحبكة نفسها وإنما في رصد التفاصيل. ربما يكون ملمح القدرة على خلق عوالم متشابكة والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، يميزه، وهذا يجعل عمله أسهل. وتتابع: عندما أعمل على عمل أدبي، في البدء أفكر كيف يمكن تحويله من وسيط مقروء إلى وسيط مرئي، أي المعالجة الدرامية، المعالجة تصبح هي النص الذي أسير وراءه، وليس العمل الأصلي، بمعنى أنني أعيد حكي الرواية من وجهة نظر أخرى وهي وجهة نظر المعالجة الدرامية الخاصة بي، لذلك فعملي على النصوص الأدبية لا يكون ترجمة لها، وإنما إعادة قراءة، ويتدخل في هذا عوامل كثيرة، منها زمن حكي المسلسل، ورسم الشخصيات فيه، والحبكات المضافة إليه وهكذا.

" ذات" بالنسبة لي هي نموذج المرأة المصرية في جيل أمهاتنا، التي حولتها الظروف من شابة مدللة إلى امرأة كادحة مكافحة. وأنا لا أرى المرأة المصرية سلبية على طول الخط. أراها تختار السلبية أحياناً حتى تسير الحياة، لكن المرأة المصرية قوية وإيجابية، وإلا لم تكن تحملت كل ما مر بها. "ذات" بالنسبة لي تحولت بالتدريج من وردة نخاف عليها إلى نخلة شامخة وقوية، عليها أن تميل أحياناً مع الريح كي لا تنكسر. صنع الله استخدم شخصية "ذات" أحيانا كي يتحدث عن الطبقة الوسطى وتحولاتها، أما هي فقد كانت "ذات" بالنسبة لها هي الهدف النهائي، ومن خلالها يمكننا أن نرى ما يحدث للطبقة الوسطى، أخذت قراراً بأن أرصد أهم المحطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في 60 سنة. وبالتالي كان يجب تحديد الأولويات، وكان من الصعب التوقف عند كل التفاصيل. لقد استوحيت روح التوثيق من الرواية، ولكنني لم أستخدم ما بها من توثيق. الرواية معتمدة على توثيق تفاصيل قد يكون الحصول على معادل بصري لها أمراً مستحيلاً، بينما أنا فضلت توثيق الأحداث الأهم والأكبر لأنها تتناسب أكثر مع طبيعة المسلسل، ولأنها توصل فكرتي بشكل أكثر سلاسة.