دائما ما يحجز معظم الجداويين، في موسمي عيدي "الفطر والأضحى"، وبخاصة العيد الأول، مقعدهم في التمتع بأجواء البحر على كورنيشي جدة الأوسط والشمالي، ليمتد ذلك التمتع بعد عوامل التطوير الجديدة التي حصلت فيهما.
"كرنفال عيد"، هو المصطلح الوحيد، الذي تستطيع أن تحدد به شكل استمتاع أهالي العروس وأبنائهم في الكورنيش، فمظاهر الاكتظاظ منهم على حجز أماكنهم تبدأ يوميا من بعد صلاة العصر، على رغم درجة الحرارة المرتفعة نوعا ما.
سلسلة المشاهد التي تخرج بها من الوهلة الأولى على جانبي الكورنيشين، وبخاصة الشمالي، تكون للناظرين فصولا حيوية من تهيئة المكان الجديد للسكان المحليين والقادمين من خارج المدينة لقضاء إجازة عيد الفطر بين ربوع مدينة الثلاثة آلاف سنة.
وعند دخول المساء على الكورنيش، يدخل عيد الجداويين مرحلة أخرى من الفرح، فبجانب إحدى العوائل التي اصطفت على جانب الكورنيش، تسمع أهازيج فرحة العيد الشهيرة في جهاز CD خاص بهم.
أما الأطفال فحدث عنهم ولا حرج، فأصواتهم التي تمتزج مع صوت أمواج البحر، تكاد تتلاحم وهم يلعبون وينتقلون من واحدة لأخرى، بلا كلل ولا ملل، والكثير منهم شاركهم آباؤهم ألعابهم كتعبير دلالي عن "فرحتهم" بمقدم العيد السعيد، هنا يتحدث أحد أولياء الأمور إلى "الوطن"، قائلا: "لا يمكن أن يمر علينا العيد، دون أن يكون لي مع أبنائي أوقات نقضيها على الكورنيش"، ويضيف: "البحر يمثل في جدولتنا العائلية بالعيد شيئا أساسيا ومهما".
"برمجة" بعض العوائل في الكورنيش، تبدأ أجواء فرحهم عصرا، ويختمونها بعشاء في تشكيلة المطاعم الكثيرة المنتشرة بالكورنيش، والتي يكثر عليها الإقبال، ففرحة العيد لم تكن محصورة مع الأهالي فقط، بل نسبة الأرباح ارتفعت بسلسلة تلك المطاعم، كما يوضح ذلك مدير أحد المطاعم ويدعى أحمد عباس لـ"الوطن"، من أن الازدحام هو سيد الموقف في المطاعم من قبل مصطافي الكورنيش من المواطنين والمقيمين، ويركز على معلومة حيوية، وهي أن الإقبال زاد على 65%، وهو ما اعتبره عباس حركة تجارية مهمة لمطاعم الكورنيش.