وجه خبراء أميركيون متخصصون في شؤون الشرق الأوسط انتقادات حادة لموقف إدارة الرئيس باراك أوباما من الأزمة في مصر، ووصفوه بعدم الوضوح والافتقار إلى رؤية استراتيجية ثابتة. وقال مدير الدراسات في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى باتريك كلاوسون في كلمة ألقاها خلال ندوة عقدت لمناقشة الوضع في مصر "من الواضح أن الإدارة الأميركية لم تبلور حتى الآن إستراتيجية واضحة تجاه المنطقة وأزماتها المختلفة. وأضاف "رأينا تضاربا في المواقف فيما يتصل بمصر. ورأينا أيضاً خلافات عميقة بشأن ما يتعين عمله في سورية. والواضح أننا أمام مواقف تتخذ ليس وفق منطق واضح يصل بين اللحظة الحالية وأهداف واضحة حددها إطار استراتيجي متفق عليه. إن النصائح العامة والخطب التي تلهب المشاعر لا تفيد كثيرا في حل تلك الأزمات. ما تبحث عنه المنطقة هو مواقف عملية مفهومة. وحتى الآن فإن الإدارة لا تقدم لها شيئا من ذلك". وتابع "ما حدث في مصر يحظى بدعم أغلبية ساحقة من المصريين. لقد رأيناهم في الشوارع مرتين وقد خرجوا بالملايين طبقا لتقديراتنا. ويمكن للأزمة الحالية أن تحل بإجراء انتخابات عاجلة إذ إن ذلك سيوضح للجميع موقف الشارع المصري".
وقالت الباحثة في معهد بروكينجز سوزان مالوني في تصريحات خاصة إنها تتفهم حيرة الشارع المصري في فهم موقف الإدارة. ومضت قائلة "كثيرون هنا في واشنطن لا يفهمون ذلك الموقف أيضاً. لقد أرسلنا رسائل متناقضة انتهت إلى أن الجميع ينتقدوننا في مصر الآن. كان علينا أن نصمت أو نبلور موقفاً واضحاً منذ اليوم الأول". وتوقعت مالوني أن تحل الأزمة في مصر على نحو أو آخر قائلة "أغلبية المصريين يلتفون حول الجيش ومن ثم فإن مكونات الحرب الأهلية غير متوفرة بالمرة. علينا إذن أن نبعد هذا السيناريو لأنه من الوجهة الموضوعية بعيد أصلاً. بعد ذلك يتعين ترك القرار للمصريين وتقديم المساعدة إن أردنا الاستماع لما سيقررونه لأنفسهم".
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعربت عن قلقها من تصريحات الرئاسة المصرية عن فشل جهود حل الأزمة السياسية في مصر. وقالت الناطقة بلسان الوزارة جين بساكي في إجابتها على سؤال عن موقف إدارة الرئيس باراك أوباما من تلك التصريحات "نحن قلقون من تصريحات الرئاسة المصرية. اللحظة الحالية ليست لحظة لتبادل الاتهامات ولكنها لحظة لبدء حوار يمكن أن يستعيد الهدوء على المدى الطويل". وكانت بساكي قد أشارت إلى عودة نائب الوزير ويليام بيرنز لواشنطن بعد زيارة للقاهرة استغرقت عدة أيام. وأضافت أن بيرنز شارك مسؤولين آخرين في دول عربية في جهود تمكنت؛ حسب قولها "من إرساء عدد من الأفكار التي يمكنها أن تحول دون انتشار العنف وتساعد على الانتقال إلى نظام منتخب. ونعتقد أن أي حل يتطلب أن يقدم الطرفان تنازلات. هذه القرارات لا يمكن إلا أن يتخذها المصريون من أجل أنفسهم ونأمل بالتأكيد أن يتخذوها قريباً". وعبرت عن قلق بلادها قائلة "واشنطن قلقة من البيان الذي أصدرته الرئاسة المصرية وقالت فيه إن جهود الوفود الأجنبية فشلت. الآن ليس وقت تحديد الطرف الذي يقع عليه اللوم. وإنما لبدء حوار يمكن أن يساعد في إعادة الهدوء".
إلى ذلك وجَّه الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور كلمة خاصة لشعبه نقلتها وسائل الإعلام أبان فيها أن بلاده "تمر بظروف حرجة". وأضاف أن الحكومة المؤقتة ماضية في خطتها لإجراء انتخابات جديدة في غضون 9 شهور. وأكد منصور على المضي قدماً بكل إصرار نحو تحقيق النتائج المرجوة من خارطة المستقبل التي بدأت خطوة جديدة في طريق إنشاء الدستور الجديد بالإعلان عن قواعد تشكيل لجنة الخمسين. وبدوره قال وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي إن الوضع الذي تمر به مصر يحتاج إلى تضافر جهود جميع المصريين حتى تعبر بلادهم هذا المنعطف التاريخي، وأن الزعامة المصرية الجديدة تعمل في سبيل تحقيق المصالحة السياسية بعد أن عزل الجيش مرسي في الثالث من يوليو الماضي.