أكدت لجان التنسيق السورية أن الجيش الحر استهدف صباح أمس موكب الرئيس السوري بشار الأسد بقذائف الهاون في المنطقة الواقعة بين فندق ميريديان وجسر الرئيس بدمشق أثناء توجهه لأداء صلاة عيد الفطر. وقال المتحدث باسم اللجان مراد الشامي أن الثوار أطلقوا 12 قذيفة هاون من عيار 120 ملم باتجاه موكب الأسد. مشيراً إلى أنه تم إغلاق المنطقة كلها بعد الهجوم، وأن هناك معلومات عن سقوط قتلى وجرحى. وأضاف أن الخطوة التالية للجيش الحر هي السيطرة على مطار حلب تمهيداً للوصول إلى مقر المخابرات الجوية هناك. وكان سلطات دمشق قد نفت مهاجمة الموكب، إلا أن اللجان أكدت الواقعة، مشيرة إلى أن الصور التي بثها التلفزيون للأسد تم بثها بعد ساعة كاملة من وقت الصلاة.
ويتزامن هذا التطور في الأحداث الميدانية مع ما قالته لجان التنسيق المحلية من سماع دوي انفجار كبير في منطقة حي المهاجرين في دمشق صباح اليوم؛ حيث أغلقت قوات الأمن مداخل الحي عقب الانفجار كما سقطت قذيفة أخرى في حي المالكي؛ حيث شوهد انتشار أمني كثيف في محيط مسجد أنس بن مالك وتم إغلاق بعض شوارع المنطقة. وكانت شبكة سورية مباشر قد ذكرت فجر أمس أن الجيش الحر تمكن من إسقاط طائرة شحن فوق مطار دمشق، دون أن تعطي تفاصيل أخرى، في حين تواصلت المعارك بين الجيشين النظامي والحر في ريف اللاذقية بغرب البلاد، وتركزت المعارك بين الجانبين في جبل الأكراد وقمة جبل النبي يونس، بينما قصفت قوات النظام جبل التركمان.
وأدت المعارك العنيفة إلى نزوح عشرات العائلات من عدة قرى في المنطقة حسب ناشطين. كما شهدت أحياء في دمشق اشتباكات عنيفة حيث استهدفت المعارضة المسلحة نقاط تمركز للقوات الحكومية. وقد قتل 119 شخصا في سورية أول من أمس معظمهم في دمشق وريفها، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وعلى صعيد إغاثة المدنيين قدمت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس حزمة من الإجراءات التي ينبغي اتخاذها لحماية المدنيين العالقين في الصراع السوري. وأكدت في مذكرة وُزعت على أعضاء مجلس الأمن الدولي ضرورة أن تُبدي الحكومة والمعارضة على حدٍ سواء التزامهما الصريح بحماية المدنيين غير الضالعين في العدائيات، بمن فيهم المرضى والجرحى والمحتجزون.
وكانت منظمة العفو الدولية قد نشرت أمس الأربعاء صورًا التُقطت بالأقمار الصناعية تُظهر مناطق في مدينة حلب وقد تحولت إلى حطام. وقالت المنظمة على موقعها الإلكتروني إن الصور تُظهر حملة من القصف الجوي العشوائي نفذتها القوات الحكومية أدت إلى تدمير مناطق بأكملها ومقتل مدنيين. وأضافت المنظمة التي جمعت الصور بالاشتراك مع الرابطة الأميركية لتطوير العلوم، أنه "مع استمرار تصاعد حدة القصف الجوي وهجمات أخرى تضاعف عدد النازحين السوريين عدة مرات". وتظهر الصور أثر الصواريخ المتعددة المراحل التي أطلقتها قوات الحكومة في فبراير الماضي على 3 أحياء في حلب. كما تظهر الصور أيضاً دماراً كبيراً لحق بالمدينة القديمة المدرجة على قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، بما في ذلك تدمير مئذنة الجامع الكبير. وقالت المسؤولة في المنظمة دوناتيلا روفيرا "حلب مدمرة بالكامل"، مؤكدة أن العديد من السكان ظلوا عالقين في المدينة تحت النار والحصار وفي ظروف إنسانية يائسة. وأضافت "استنادا إلى القانون الإنساني الدولي فإن طرفي النزاع ملزمان باحترام وحماية المواقع التراثية"، مشيرة إلى أن السكان يتعرضون في الوقت نفسه لسوء المعاملة من طرف مجموعات مسلحة معارضة".
وجددت المنظمة في تقريرها مطالبتها بإحالة ملف الأزمة السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
من جهة ثانية قام رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا أمس بزيارة ريف درعا في جنوب سورية وأدى صلاة العيد فيها. كما قام بجولة في المنطقة برفقة رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر في منطقة درعا العقيد أحمد فهد النعمة". وقال مصدر مطلع "هذه الزيارة إلى الجنوب تؤكد أن قسماً كبيراً من سورية بات تحت سيطرة المعارضة".