لم يعد هناك مجال للشك في أن أندية دوري "البريميرليج" الإنجليزي على استعداد للمخاطرة بلاعبيها وإرهاقهم من أجل مطاردة "الأموال" في أصقاع العالم، ولم يعد هناك موطء قدم على الأرض ليس بمقدورهم بلوغه، وهي حقيقة أكدتها مرة أخرى الرحلات "المكوكية" للأندية خارج قواعدها على مدار هذا الصيف للوفاء بتحضيراتها للموسم الجديد، حيث قطعت خلالها 200 ألف ميل، حتى أن القائمة توسعت هذه المرة لتشمل 18 ناديا، ولم يغب عنها سوى ناديين فقط، مما دفع البعض للتندر بإبداء خشيته من قدرة تلك الأندية على الإبقاء على "مخزونها" اللياقي مع بلوغ مايو المقبل.

ومن المؤكد أن هذه الظاهرة بعيدة كل البعد عما كان عليه الحال منذ جيل أو جيلين سابقين، حيث لم تكن المسألة في هذا التوقيت بحاجة إلى مثل هذه التحضيرات المكلفة، حتى أن علاقة كبار اللاعبين مع الكرة خلال الصيف غالبا ما تقتصر على ممارسة الجري على الشاطئ أو بعض مواجهات ودية للفرق ضد أندية الدرجات الأدنى.

وكما في الموسم الماضي قطع مانشستر يونايتد المسافة الأطول (25 ألف ميل)، وبعدد لم يبتعد كثيرا، أتت خلفه أندية تشيلسي وليفربول ومانشستر سيتي، حيث استهل حامل اللقب رحلته ببانكوك ثم توجه إلى سيدني، يوكوهاما، أوساكا وهونج كونج، دون أن ننسى جدولته لمباراة ودية في ستوكهولم السويدية منتصف الأسبوع الجاري. وبدا أن مانشستر سيتي سار على خطوات "أبناء العمومة" في مثل هذا التوقيت من العام الماضي، فسافر أولاً إلى جنوب أفريقيا ومنها إلى هونج كونج حيث شارك هناك مع سندرلاند وتوتنهام في منافسات كأس "باركلايز" الآسيوية، وتوجه بعدها للمنافسة على كأس "أودي" في ميونيخ، وبالإضافة لوديته المقررة في هيلسنكي ضد آرسنال قبل أسبوع فقط من انطلاقة الموسم، تكون محصلته صيفاً 22.224 ميلا.

واستقبلت أميركا فريقي تشيلسي وإيفرتون، حيث خاضا منافسات بطولة "جينيس" الدولية بمشاركة عدد من أبرز فرق العالم، علما بأن الأول طار إلى هناك بعد توقفه في بانكوك وكوالالمبور وجاكرتا، وكانت المحطة الأخيرة أيضا استقبلت ليفربول بجانب ملبورن وبانكوك قبل القيام برحلات قصيرة إلى أوسلو ودبلن، وربما تعد جولة فولهام الأكثر غرابة، فاختاروا قطع أكثر من 11 ألف ميل "ذهابا وعودة" إلى مدينة سان خوسيه الكوستاريكية، وواجهوا فيها ثلاث أندية محلية، وبينما نال أيضا نوريتش سيتي وستوك سيتي جزءا يسيرا من السوق الأميركي، فيما اختار هول سيتي ونيوكاسل المحطة الأقرب باللعب في البرتغال.

ووصل المجموع الكلي لتلك الرحلات (لا يتضمن المباريات المحلية) إلى 199.701 ميلا، أي بزيادة قدرها 13.685 عن الصيف الماضي، وهو رقم كان يمكن أن يزيد أكثر لولا إلغاء كارديف سيتي جولته المقترحة إلى ماليزيا بسبب المخاوف من الضباب الدخاني.