انتقد عدد من الشخصيات السياسية التصريحات التي وردت على لسان السيناتور الأميركي جون ماكين الذي غادر القاهرة أمس بعد زيارة امتدت يومين برفقة نظيره ليندسي جراهام.
فيما أعلنت الخارجية الأميركية أمس أنها تأمل أن يستمر الحوار بمصر "في الأيام القادمة" لكن القرار في النهاية للمصريين.
وقال مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي "استمرار التدخل في الشأن المصري إهانة لن يقبلها شعبنا، واحذر من مغبة هذه التدخلات". وبدوره قال المرشح الرئاسي السابق عمرو موسى "المصريون هم وحدهم القادرون على تعريف ما حدث في بلادهم من تطورات، وليس منوطاً بأحد أن يفتح القاموس نيابة عنهم لتوصِف ثورتهم الشعبية على نظام رفضوه، وأقول أيضاً إننا نعترف بأن رموز الحكم السابق أتوا عبر صناديق الاقتراع، ولكن هذا لا يعفيهم من الإجراءات المترتبة على الاتهامات الجنائية الموجهة إليهم من قبل القضاء الطبيعي، والولايات المتحدة نفسها كانت أول دولة تعزل رئيسها المنتخب بعد أن وجهت إليه اتهامات أقل بكثير مما نحن بصدده في مصر". في سياقٍ متصل، قالت رئاسة الجمهورية في بيان لها إن "الحكومة سمحت لبعض المبعوثين الدوليين بزيارة البلاد والنقاش من أجل استطلاع تفاصيل المشهد وحث جماعة الإخوان المسلمين على الالتزام بمسؤولياتها الوطنية واحترام الإرادة الشعبية وقبول الأمر الواقع. لكن تلك الجهود لم تحقق النجاح المأمول، على رغم الدعم الكامل الذي وفرته الحكومة المصرية لتيسير الوصول إلى شارع مصري مستقر وآمن، يستقبل أبناؤه الأيام الطيبة لعيد الفطر بتسامح ووئام"، مؤكدة في ذات الوقت أنها "تثمن مواقف الأطراف الداعمة لخارطة المستقبل وتعزيز الانتقال الديمقراطي". وعلى صعيد مواز، التقى مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية السفير حاتم سيف النصر أمس مع عدد من سفراء الدول الأوروبية المعتمدين في القاهرة. وتناول اللقاء مجمل التطورات الراهنة في مصر، في إطار جهود وزارة الخارجية لاطلاع المجتمع الدولي على حقائق الأوضاع. وأشار سيف النصر خلال اللقاء إلى أبرز التطورات السياسية المتمثلة في بدء التنفيذ الفعلي لخارطة الطريق عقب إصدار الرئيس الموقت عدلي منصور للإعلان الدستوري، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية لإدارة هذه المرحلة الدقيقة، وبدء أعمال لجنة تعديل الدستور، والسعي نحو تفعيل عملية المصالحة الوطنية. وأضاف أن الحكومة حريصة على إدماج كافة القوى والتيارات السياسية في هذه العملية، وأن الباب لا يزال مفتوحاً لانخراط جميع التيارات السياسية.
من جانبهم، أعرب السفراء الأوروبيون عن أملهم في نجاح الجهود السياسية الحالية في مصر حتى تتجاوز الأزمة الراهنة، مؤكدين عزمهم على مساندة الجهود الرامية لإنجاح عملية التحول الديمقراطي، وتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
من جهة أخرى، ذكرت سلطات التحقيق المصرية أمس أن تحقيقات النيابة حول قائمة الاغتيالات، التي عثر عليها بمنطقة السادس من أكتوبر يقف على رأسها وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، ورئيس الجمهورية الموقت عدلي منصور، ورئيس الوزراء حازم الببلاوى، ونائب رئيس الجمهورية محمد البرادعى، والبابا تواضروس، إضافة إلى عدد ضخم من الإعلاميين. وأضافت النيابة أنه بفحص المضبوطات تبين أنها تحتوى أيضا على صور لمنشآت عسكرية وحكومية، بالإضافة إلى صور أسلحة ومتفجرات، علاوة على صور ترصد ميدان التحرير وقصر الاتحادية والتجمعات التى توجد بهما. وأضافت المصادر أنه عثر ضمن المضبوطات على ورقة بعنوان القائمة السوداء، مدون بها أسماء 83 من الشخصيات العامة والسياسية والإعلامية والفنية سيتم استهدافهم في حالة إسقاط الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، وأنه عثر أيضاً على خريطة لمصر مقسمة إلى 5 دويلات، الأولى يهودية، والثانية نصرانية، والثالثة إسلامية، والرابعة دولة النوبة، والخامسة بمسمى إسرائيل الكبرى، وكذلك أوراق بها صور لقنابل يدوية ومتفجرات وأسلحة مختلفة.
إلى ذلك قال الجيش المصري أمس: إنه قتل 60 إرهابيا في شبه جزيرة سيناء خلال شهر بعد عزل مرسي.
في هذه الأثناء قال الرئيس المصري الموقت عدلي منصور، إن البعض يظن أنه قادر على منع حركة التاريخ أو إيقاف عجلة الزمن، أو أنه قادر على تحدي إرادة الشعب المصري في مستقبل واعد ومستحق، مؤكدا أن ذلك لن يكون. وأكد منصور في كلمته للشعب بمناسبة عيد الفطر، أن خطوات حكومة د.حازم الببلاوي في مواجهة هذا الأمر، ستكون خطوات محسوبة ومتأنية بغير تساهل ولا تفريط.
وأوضح منصور أن الشعب المصري واجه على مدى تاريخه المُمتد لآلاف السنين، أخطر التحديات، ومر بأصعب المحن، وتعرض مرارا للتآمر والإرهاب والعدوان، لكن عزيمته لم تلن يوما، وشجاعته لم تهتز، وإيمانه بالله لم يتزعزع، وثقته فى نفسه لم تتراجع، وجبهته لم تنحن.
وأكد منصور أن الدولة المصرية أعطت الفرصة كاملة لكافة الجهود الدبلوماسية للوقوف على حقائق الأوضاع في المشهد المصري الراهن، مضيفا أن الدولة أعطت أيضا المساحة الواجبة لاستنفاد الجهود الضرورية من أجل نبذ العنف وحقن الدماء والرجوع عن إرباك حركة المجتمع المصرى.
وأضاف منصور: أود أن أصارحكم، بأن تلك الجهود لم تحقق النجاح المأمول، رغم الدعم الكامل الذي وفرته الحكومة المصرية، مؤكدا أن مصر سترحب دوما بجهود هذه الأطراف، وستثمن مواقفها لدعم "خارطة المستقبل" وتعزيز الانتقال الديموقراطي.
وطالب منصور المصريين بنبذ خلافاتهم وأن يسمو الجميع على المصالح الخاصة ونعود لقلب الوطن الواحد يجمعنا على كلمة سواء.