واصلت الطائرات الأميركية بلاطيار غاراتها بهدف اصطياد عناصر تنظيم القاعدة على الأراضي اليمنية، حيث لقي ما لا يقل عن سبعة أشخاص مصرعهم وجرح ثلاثة آخرون فجر أمس الأربعاء في غارة جوية أميركية على سيارتين في طريق ترابي بمنطقة الهجير بوادي مرخة بمحافظة شبوة، شرقي صنعاء، فيما نجا آخرون لم يعرف عددهم كانوا على متن سيارة ثالثة، والذين تمكنوا من الفرار إلى منطقة مجهولة.

وبحسب مصادر محلية في شبوة فإن الضحايا السبعة كانوا على متن سيارتين تم تدميرهما بشكل كامل وتحولت الجثث إلى أشلاء تناثرت في المكان بعد أن تم استهداف السيارتين بواسطة ثلاثة صواريخ، وشوهد المواطنون وهم يقومون بجمع أشلاء الضحايا. وكثف الطيران الأميركي غاراته خلال الفترة الأخيرة وبالتزامن مع تهديدات للتنظيم باستهداف الأجانب، الأمر الذي استدعى الحكومات الغربية لإغلاق سفاراتها في العديد من الدول بينها اليمن.

واستمرت حالة الاحتقان الأمني في اليمن بسبب ما أسمته الولايات المتحدة هجمات محتملة لتنظيم القاعدة على مصالح أميركية وغربية في البلاد، حيث واصلت أجهزة الأمن إجراءاتها المشددة في مختلف المدن، وبشكل رئيس العاصمة صنعاء وعدن وحضرموت، بخاصة بعد إعلان السلطات عن إحباط مخطط لاستيلاء القاعدة على مناطق في حضرموت.

إلى ذلك سعى الرئيس الأميركي باراك أوباما، إلى طمأنة الأميركيين بعد التحذيرات من اعتداءات على مصالح للولايات المتحدة التي أجلت أول من أمس موظفيها في السفارة في صنعاء في خطوة رأى اليمن أنها "تخدم مصالح المتطرفين". ففي مقابلة تلفزيونية ليل الثلاثاء الأربعاء، أكد الرئيس أوباما أن إدارته "تتخذ كل الاحتياطات اللازمة"، داعيا الأميركيين إلى عدم الشعور بالهلع. وقال أوباما "إذا عمل الأميركيون بحذر وتشاوروا مع وزارة الخارجية والسفارة واطلعوا على الموقع قبل أن يسافروا وبحثوا عن الاحتياطات التي يجب عليهم اتخاذها، فأعتقد أنه يمكنهم الذهاب في عطلهم".

وأضاف أن "كل ما عليهم القيام به هو التأكد من أنهم يتصرفون بحذر". وكانت الولايات المتحدة أعلنت أمس أنها قامت بإجلاء عشرات الموظفين في سفارتها من اليمن ودعت رعاياها إلى مغادرة البلاد فورا محذرة من "هجوم وشيك" بعد اعتراض مراسلات لتنظيم القاعدة.

وأكد مسؤول أميركي طالبا عدم كشف هويته إجلاء 75 من موظفي السفارة صباح الثلاثاء على متن طائرة عسكرية أميركية أقلتهم بمواكبة طائرة أخرى إلى قاعدة رامشتاين بألمانيا.