طبقا للسفير الأميركي الأسبق دانييل كيرتزر، فإن مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين "يمكن أن تقدم مفاجأة للجميع"، وذلك على الرغم من سقف التوقعات المنخفض الذي تتسم به كافة التوقعات حول مسار تلك المفاوضات. فعلى هامش مؤتمر عقده معهد الشرق الأوسط بواشنطن لمناقشة عملية السلام في المنطقة قال كيرتزر في تصريحات خاصة "هناك بالفعل هوة بين موقفي الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من قبيل الموقف تجاه القدس ومن قبيل مستقبل اللاجئين الفلسطينيين. ولكن ما لا يمكن تجاهله هو أن المناخ العام في الشرق الأوسط قد تبدل بصورة جذرية خلال الأعوام القليلة الماضية. وأدى تغيير المناخ في المنطقة إلى تغيير حسابات الأمن الاستراتيجي الإسرائيلي أيضا".
وتابع "هناك الوضع في سورية وفي مصر وفي العراق. ولن أتعرض لأسباب تلك الاضطرابات ولكنها تدل على أن المنطقة حافلة بعناصر لا يمكن توقعها مسبقا. وينطبق ذلك أيضا على الضفة الغربية. ما نراه نتيجة ما يسمى الربيع العربي هو حالة من الفوضى. ويدرك الإسرائيليون أن اللحظة قد حانت لحل مشكلاتهم ذاتيا بسرعة لإرساء بعض الأسس التي يمكن لها أن تتسق مع المناخ المتقلب في الإقليم".
وقال كيرتزر إن مصداقية الولايات المتحدة في الإقليم بأكمله تواجه محكا صعبا. وشرح ذلك بقوله "العداء تجاه الولايات المتحدة يتصاعد بسرعة. والتوصل إلى اتفاق فلسطيني – إسرائيلي يمكن أن يساهم في إنقاذ ما تبقى من مصداقية لواشنطن في الشرق الأوسط. إن الوزير كيري في سباق مع الوقت وهو يكثف جهوده الآن لأننا بحاجة إلى رافعة تدعم موقفنا في المنطقة".
وأشار السفير السابق إلى أن هناك احتمالا بالتوصل إلى اتفاق موقت لفترة قصيرة من الوقت خلال الشهور التسعة التي حددها كيري للمفاوضات. وأضاف "سيتوقف الأمر على ما سنسمعه عن مسار المفاوضات. إن كنا سنواجه بصمت كامل من الجانبين فإن ذلك قد يكون مؤشرا ايجابيا. وإن بدأ تبادل اللوم بينهما في وقت مبكر فإن على المتشائمين أن يحتفلوا بانتصارهم".