لم يكن يدر في خلد بائعات المحال النسوية أن يجدن كل هذه الصعوبات الجمة التي يواجهنها حاليا في عملهن، بعد كل تلك الضجة التي صاحبت تطبيق قرار تأنيث المحال النسوية، حيث تعاني بعض البائعات من مشاكل في بيئة العمل والظروف التي يعملن فيها، وحتى من بعض الجهات.
تتحدث خلود محمد، وهي تعمل بائعة في أحد محلات الملابس النسوية، عن معاناتها الجديدة قائلة: نعمل 48 ساعة في الأسبوع بواقع 8 ساعات يوميا، وعلى فترتين، ورغم صعوبة ذلك لنا كفتيات، إلا أن الأمر لم يتوقف على ذلك، فما أن جاء شهر رمضان، حتى ازداد الوضع صعوبة بعد قرار إدارة المحل زيادة ساعة العمل لساعات متأخرة من الليل، فصرنا نعمل أكثر من 60 ساعة بالأسبوع، ولكن بدون مقابل مادي عن الساعات الإضافية. وهو ما تبرره الإدارة بسبب موسم رمضان وحاجة العمل، وترفض منح أي مبلغ مادي لنا، ولا نعلم ماذا نفعل، كما أن المحلات تجبرنا أحيانا على بيع مستلزمات رجالية من عطور وغيره، وهو ما يعرضنا للكثير من الحرج.
أما لطيفة مبارك، فشاطرت سابقتها في مشكلة زيادة ساعات العمل بدون إعطاء البائعات أي تعويض مادي. مضيفة بالقول: "إنني أعمل بظروف قاسية، فلا تمنحني الشركة أنا وزميلاتي أي مقابل نظير تأخر الدوام. فالشركة همها الوحيد هو تحقيق أرباح سنوية ويجبروننا على ذلك، ونجد صعوبة أخرى تتمثل في أن عملنا على فترتين. إضافة إلى صعوبة العودة لمنازلنا في أوقات الراحة بسبب المصاريف الإضافية فيما لا نجد قبولا من أصحاب المطاعم المجاورة والمقاهي، حتى ونحن نشتري منهم الطعام والشراب".
من جهتها، بينت منى وهي بائعة أخرى في محل نسوي يقع في أحد مجمعات الدمام، أن ما يحدث هدم كل الأفكار الإيجابية عن عملها الجديد، حيث تقول: جئت للعمل هنا لأساعد عائلتي وما أتقاضاه أفضل من جلوسي بلا عمل. ولكن الحقيقة أن بيئة العمل غير مناسبة وما زالت الصعوبات تعترضنا، إَضافة إلى ساعات عمل بلا مقابل مادي والنظرة القاصرة باعتبارنا خارجات عن الأعراف، كلها أمور نواجهها يوميا. وهو ما نأمل أن يتغير بمرور الوقت، أما نحن فكل ما علينا أن نصبر على كل ذلك، لحاجتنا الماسة للعمل.
من جهته، قال مدير مكتب العمل في الشرقية محمد المناع "ليس من حق صاحب العمل فرض ساعات دوام خارجية أو إضافية ما لم يكن هناك عقد يربط بين الطرفين، وفي حالة كان خلاف ذلك على المتضرر التقدم بشكوى رسمية لإدارة الدعاوى بمكتب عمل الدمام، ليتم التعامل معها حسب النظام، وهو ما يكفل العدالة للجميع".