بينما تتأهب أمانات بعض المناطق لتقديم عروض مسرحية خلال أيام العيد، جرياً على عادة وتقليد استحدث في السنوات الأخيرة، يعتمد على استضافة بعض نجوم الشاشة الفضية، لجذب الجمهور.

يرى مسرحيون، أن ما يقدم ما هو إلا مسرح تجاري غير هادف يسعى لإضحاك الجمهور على حساب فعل المسرح الحقيقي، فالمسرحي إبراهيم عسيري يقول لـ"الوطن" إنه لا يهاجم المسرح التجاري، لكنه يتمنى ألا يكون للتهريج ويكون هادفا. ويضيف: الواقع يكشف أن ما يقدمه المسرح التجاري تهريج سخيف، والمشكلة تكمن في وجود أزمة لدى القائمين على تنظيمه والذين وصفهم بـ"لجان المصالح" والذين يحرصون على الاتفاق مع نجم ليصعد أمام الجمهور ويقول أي كلام من أجل إضحاكهم.

وتابع عسيري: لا بد من المحافظة على المسرح السعودي لتقديم المفيد والهادف، مؤكدا عدم تلقي ورشة العمل المسرحي بالطائف أية دعوة للمشاركة في العروض المسرحية بالعيد، قائلا: لم نتلق طلبات لعرض أعمال في العيد على الرغم من استعدادنا لذلك.

ويفرق المسرحي سامي الزهراني، بين المسرح التجاري والمسرح الاجتماعي، مشيرا إلى أن ما في المملكة مسرح تجاري كما هو في الدول الأخرى وهناك مسرح اجتماعي يقدم في بعض المناطق خلال أيام العيد، لافتا إلى أن المسرح الاجتماعي في المملكة ينقصه الدعم ولذلك تظهر الأعمال مشوهة، متسائلا هل تكفي بروفات 10 أيام خلال رمضان لتقديم عمل مسرحي مكتمل خلال أيام العيد. وأشار الزهراني إلى أن الهدف من العمل المسرحي هو إيصال فكرة وليس إضحاك الجمهور وإلا كانت عروض السيرك التي تستخدم فيها القرود أفضل لتحقيق هدف الإضحاك، وقال يجب أن نؤسس لثقافة مسرحية تجعل الجمهور السعودي يلفظ العمل الرديء، مشيرا إلى أن المسرح السعودي في بداياته والجمهور لم يستوعب العمل المسرحي ليميز الرديء من الجيد، معتبرا أن الأزمة في المملكة هي أزمة دعم وإلا هناك طفرة مسرحية هائلة مستشهدا بما سيقدم خلال الفترة الماضية من عروض مسرحية خلال شهر تتجاوز 3 عروض بجهود ذاتية متسائلا كيف لو دعمت وزارة الثقافة والإعلام المسرح.

المخرج المسرحي أحمد الأحمري، يرى أن المسرح التجاري أحد أنواع المسرح ولا بد أن يكون موجودا، وهو متنفس للمسرحيين وللجمهور ولكن ينبغي أن تكون له رسالة هادفة ويبتعد عن الإسفاف. وقال: في الواقع إن المسرح التجاري حاليا صلبه ضحك وفي أغلب الأحيان لا تكون له رسالة هادفة ولذلك تجد القائمين عليه يبحثون عن النجوم لاستقطاب الجمهور، والجمهور أصبح أكثر وعيا ويدرك المسرح الذي يقدم رسالة من مسرح التهريج مع أن هناك جمهورا للمسرح غير الهادف ممن يبحثون عن النجوم.