هو زائر لا تطول إقامته، يغزو أسواق السعوديين الشعبية وتتداوله أيديهم، يومين فقط في كل عام، وبعدها يرحل، فاسحا المجال لأجهزة القياس الإلكترونية التي أقصته عن المشهد منذ عقود. هذا هو الحال مع "الصاع" أو"المكيال" الذي يلجأ إليه المسلمون في نهاية شهر رمضان المبارك من أجل إخراج زكاة فطرهم والمقدرة بـ4 أمداد من الحبوب أو الأرز للفرد.

وعلى الرغم من التطور الذي طرأ على زكاة الفطر خلال السنوات الماضية، والتي تعتمد على تصميم أكياس من الأرز خاصة بالتزكية، إلا أن الصاع لا يزال يسجل حضورا في بعض الأسواق، وخصوصا لدى الباعة في المناطق الشعبية.

ومع دقة الأوزان التي ترد في أكياس الأرز الخاصة بزكاة الفطر، إلا أن بعض السعوديين لا يبدون قناعة بها، مفضلين أن يقفوا على الوزن الصحيح بأنفسهم لكي ترضى نفوسهم عما يخرجونه من زكوات.

ومع نهاية الشهر الكريم يتوجه بعض السعوديين للأسواق الشعبية لاقتناء "الصاع" لقياس زكاتهم بالطرق الشرعية، ويكون بالعادة خشبيا مجوفا من الداخل ليسمح بحساب زكاة الفرد الواحد.

ومن أشهر الأسواق التي تتيح بيع الصاع أمام الراغبين في شرائه سوق "القشلة" بحائل، إذ يتحول إلى أحد أهم معروضاتها خلال هذا الشهر.