يشعر الطالب المبتعث في أيام شهر رمضان المبارك من كل سنة بحنين إلى أرض الوطن، حيث يفتقر إلى الأجواء العائلية والروحانية والطقوس الاجتماعية إلا أن المبتعثين السعوديين في ماليزيا قضوا على ذلك تحت سقف "إخوان في الغربة" وتحديدا في ولاية ملاكا بمملكة ماليزيا والتي يوجد بها أكثر من 100 مبتعث من مبتعثي ماليزيا.

وقال رئيس نادي الطلبة السعوديين بملاكا عمر الهاشمي لـ"الوطن": "إن أكثر مايميز المبتعثين السعوديين في شهر رمضان الترابط والتواصل والتعاون على الخير، حيث يوجد تجمع أسبوعي للطلبة في مقر النادي يتناولون فيه وجبة الإفطار سويا ويقومون بالتعاون في بعض المشاريع الخيرية السنوية مثل "مشروع إفطار الصائم" الذي يستمر وبحمد الله تعالى للعام الرابع على التوالي ومقدم من الجالية السعودية المحبة للخير إلى القرى الفقيرة الموجودة في ضواحي مدينة ملاكا، بالإضافة كذلك إلى حضور الطلبة لصلوات التراويح في المساجد بانتظام".

وعن الأجواء الرمضانية في ماليزيا يرى المبتعث محمد العتيبي أنها تختلف تحديداً في ولاية ملاكا وهذا ما يميزها عن باقي مدن ماليزيا لأنها مدينة صغيرة وهادئة وبعدها عن صخب المدن الكبيرة كان له التميز الذي انعكس إيجابا على حياتنا ودراستنا، بالإضافة إلى أن جميع متطلبات الطالب يجدها حوله تحديدا في توافر الموائد الرمضانية بحكم وجود وتعدد البازارات الشعبية التي توفر المأكولات المحلية الماليزية بالإضافة إلى وجود بعض الجاليات العربية التي تقدم بعض ما اعتدنا عليه في السعودية وجميع الأسعار في متناول يد الطالب.

أما المبتعث محمد خلف الغامدي فيرى أن الترابط المميز بين الطلبة المبتعثين جعلهم يعيشون شهر رمضان كأسرة واحدة مما خفف عنهم الكثير من الغربة والبعد وفقد طقوس شهر رمضان، خصوصا في التجمع الأسبوعي في النادي الذي يجمعنا وفي نفس الوقت يوفر الكثير من المأكولات، فكل طالب يجلب بعض الأكل من بيته وهذا يشعر الطالب بتنوع الطعام والتفنن في إبداعه وكأنه في أرض الوطن.

وعن الصعوبات التي يواجهها الطلبة في رمضان يضيف الغامدي: "وجود اختبارات الجامعة التي تعقد في نهار رمضان تتعبنا كثيرا، فعلى سبيل المثال هناك اختبارات توضع في الصباح أو الظهر ولكن يبقى تحقيق رسالتنا التي قدمنا من أجلها واحتساب التوفيق والأجر من الله عز وجل معاً هو الهدف الرئيس".

أما المبتعث محمد عون القرني فيقول: "أقضي يومي في الجامعة وإذا أتى المغرب عدت إلى البيت وأعددت طعام الإفطار مع زملائي، ولكن الصعوبات التي نواجهها هي عدم توفر الأكل المناسب وإذا أردنا أن نتناول الإفطار أو السحور فنتناوله خارج المنزل أو في النادي في التجمع الأسبوعي على رغم أن بعض المطاعم العربية متوفرة ولكنها ليست كجودة المطاعم في المملكة ولذلك فالحاجة جعلت من بعضنا طباخين من الدرجة الأولى!".