يقول سمو الأمير نواف بن فيصل، الرئيس العام لرعاية الشباب مداعبا طاقم تحرير "الوطن" بعد زيارته لها ما قبل الأمس: "الحمد لله أنه لا يوجد إعلام للطب والهندسة، وإلا لما عالجنا مريضا أو بنينا منشأة". وبالتأكيد فهي إشارة واضحة لما يعانيه الجهاز الشبابي والرياضي من صخب الإعلام الرياضي، ومن حريته المفرطة أيضا، التي تفوق أسقف باقي المجالات التنموية المختلفة. وفي دعابة الأمير نصف الحقيقة. أما نصف الحقيقة الآخر فليس إلا أن هناك إعلاما جريئا وواضحا للطب والهندسة والشؤون الاجتماعية و... و... وكل شيء. وفيها أيضا من الكتاب، ولها من يشكلون قوام تشكيل الوعي المجتمعي.
وكنت أتمنى لو أنني قابلت سمو الرئيس العام لرعاية الشباب يوم زار المنطقة والصحيفة لأسباب مختلفة. أولها أنني كنت سأشكره، مهما فهمتم طبيعة هذا الشكر، على أنه أول رئيس عام لرعاية الشباب يزور المنطقة منذ عقود طويلة، وقد كفتني صحيفتي بهذه الحقيقة وهي تصفها عنوانا ليلة بدء زيارته.
كنت سأقول لسمو الرئيس العام إن (العنوان) نفسه إشارة مذهلة إلى تعامل بعض الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة مع المنجز الوطني الشامل.
كنت سأقول لسمو الرئيس العام إن المنطقتين اللتين زارهما في جولة طويلة هما المنطقتان اللتان لم تبن فيهما رعاية الشباب طوبة واحدة لعشرات الأندية، ولا يبدو في الأفق أيضا أن الأعوام القليلة قد تنبىء بأي إشارة أو بشارة، لأن المشروعات الورقية أو المطروحة على الواقع تسير بشكل مخجل منذ سنوات خلت. ناديان في أبها وجازان يرزحان داخل علب (الهنجر) التي تستر مشاريع الفشل الإداري سنوات مكتملة دون متر واحد من الارتفاع والعلو.. لماذا حدثت كل هذه القصص يا سمو الأمير؟ فلهذا أسباب قد أجهلها وتعرفونها، وهي بحاجة إلى المكاشفة والمصارحة، ولعل من بعض هذه الأسباب شيئا من عنوان "الوطن" ليلة الزيارة.
سمو الأمير: لدينا بضع لوحات متناثرة لرئاستكم الموقرة، ولكنها مجرد لوحات. وهذه هي الحقيقة.