أشارت وزارة الصحة النيوزيلندية أمس أن شركة "فونتيرا" للألبان أعلمتها أن سبب التلوث في الشحنة التي أرسلتها في مايو من 2012 إلى السعودية، ناجم عن إعادة معالجة المواد في خط إنتاج متوقف عن العمل لم يتم تنظيفه بشكل مناسب. وأوضحت أن البكتيريا موجودة في 870 طناً تم تصنيع الزبادي وحليب الأطفال والعصائر ومشروبات الألبان والبودرة المستخدمة في بناء الأجسام والأغذية الصلبة، وقد تم تصديرها إلى 8 شركات كبرى حول العالم. وأشارت إلى أن الوزارة ما تزال تحقق حتى الآن في خلفيات القضية. وأوضحت أنها تمكنت من تحديد منتجين في الأسواق النيوزيلاندية وهما نيوتريسيا للرضع وما أقل من سنة، مشيرة إلى أنها لا تعلم حتى اللحظة أسماء المنتجات التي تضررت من البكتيريا.
وكانت الهيئة العامة للغذاء والدواء قد أكدت أمس، أنها تواصلت مع الشركة المصدرة لتلك المنتجات، وتم إبلاغها أن كافة الكميات المصدرة إلى السعودية سيتم إتلافها. وأضافت "الهيئة" أن هذه المنتجات الملوثة لم تفسح بعد ولم تصل إلى الأسواق. كما أكدت أنها تلقت معلومات بشأن تلوث بعض منتجات بودرة حليب أطفال "سيميلاك جين بلس" للأطفال.
في السياق ذاته، شن رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي أمس، هجوما عنيفا ضد شركة "فونتيرا" الرائدة التي تعد أكبر شركة تصدير في البلاد، متهما إياها بعدم التصرف بصورة أسرع لاستدعاء منتجات الحليب الملوثة بالبكتيريا.
وكانت الشركة قد أمرت أول من أمس بعملية استدعاء دولية لمنتجات الحليب، التي تنتجها بما في ذلك حليب الأطفال الذي تنتجه شركة فرعية هي (نوتريسيا) التابعة لشركة دانون.
ورد رئيس الشركة ثيو سبيرينجز، في مؤتمر صحفي أمس على تأنيب رئيس الوزراء قائلا: "نقدم اعتذارنا العميق إلى الأشخاص الذين تضرروا"، لكنه أكد أن تعاونيته التي تضم 13 ألف مزارع نيوزيلندي أصدرت تحذيرا فور تأكدها من التلوث. وأضاف "نتفهم تفهما تاما هواجس الأهالي. من حقهم أن يطمئنوا إلى أن المنتجات التي يشترونها سليمة"، موضحا أن الشركة تنوي "إجراء فحوص على المنتجات التي تغادر نيوزيلندا على سبيل الوقاية". وفي 2011 أنتجت فونتيرا 89% من الحليب المنتج في البلاد.
وقال كاي في تصريح لإذاعة نيوزيلندا: "يدهشني أنه عندما أنتج الحليب المعني في مايو 2012، لاحظت فونتيرا شيئا خلال الفحوصات، لكنها لم تعتبر ذلك سببا كافيا للقلق على ما يبدو، لأن الشركة سمحت للكميات بالخروج من المصنع"، في إشارة إلى إهمالها.
يذكر أن قائمة الشركات التي اشترت كميات من الحليب الملوث والتي استهدفتها السلطات الصينية، كوكا كولا الأميركية ومجموعة "وهاها" الصينية وشركة "دومكس" لحليب الأطفال المتفرعة من شركة دانون الفرنسية.
إلى ذلك، أكدت السلطات الصينية اعتقالها لـ 30 متهما متورطا في قضية الحليب الملوث، التي راح ضحيتها 3 أطفال، وأصيب قرابة الـ 6 آلاف آخرين بحالات مرضية.
وأشارت صحيفة الجارديان البريطانية. إلى أن أكثر من 6000 طفل يعانون أمراضا مختلفة عقب تناولهم الحليب الملوث خلال الأسبوع الماضي، موضحة أن السلطات الصينية علمت بالمشكلة الغذائية قبل الإبلاغ عنها بشهر تقريبا. وصرحت السلطات الصينية أنها اعتقلت 30 شخصا على صلة بالموضوع، كما أنها تستجوب 87 آخرين.
وقال وزير الصحة الصيني تشين زهو أن قرابة الـ 6244 طفلا مصابون بحالات مرضية، و158 يعانون فشلا كلويا، فيما لا يزال 1327 تحت المعاينة، لافتا إلى أن المادة الكيماوية التي اكتشفت بالحـليب تدعى الميلامين، وهي محرمة من الاستخدام البشري، ولكن المصنعين يضيفونها للحليب السائل ليبدو غنيا بالبروتينات عند التذوق. وأكدت الأخبار الواردة من مقاطعة جوانزو أن عشرات الأطفال أصيبوا بحصيات كلوية بعد شرب الحليب المحتوي على مواد تشبه الميلامين، الذي يستخدم في صناعة البلاستيك، فيما أكدت الجولات الميدانية تورط أكثر من 22 مصنعا من أصل 109 متخصصة في تصنيع بودرة الحليب.