شهدت القاهرة ليل أول من أمس تحركات دبلوماسية "نوعية" لنزع فتيل الأزمة التي تشهدها القاهرة حالياً، حيث التقى وفد يضم المبعوثين الأميركي ويليام بيرنز، والأوروبي برناردو ليون، ووزيري الخارجية القطري خالد العطية، والإماراتي عبدالله بن زايد، بنائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، في محبسه بسجن "العقرب" دون أن تكشف تفاصيل ما تم في اللقاء. وقد أكدت الرئاسة المصرية رسمياً حدوث الاجتماع، وقال مستشار الرئيس لشؤون الإعلام أحمد المسلماني، في تصريحات صحفية "الوفد الرباعي زار الشاطر، كما حصل بيرنز على إذن من النيابة لزيارة رئيس حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني في محبسه أيضاً". من جهته، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير هاني خلاف، في تصريحات إلى "الوطن": إن زيارة مبعوثين دبلوماسيين للقيادي الشاطر، تؤكد أن هناك رغبة من جانب السلطات المصرية في فتح الطريق لأي جهد يريد تسوية الأزمة، وليس لديها أية حساسية تجاه الجهود الدبلوماسية الخارجية. واختيار الشخصيات الدبلوماسية لشخصية مثل خيرت الشاطر لمقابلتها يعكس أنهم يفكرون في حلول ومقترحات جديدة وأنهم يريدون مناقشاتها مع الشاطر، وهو معروف بنشاطه ونفوذه السياسي والمالي لدى التيارات الإسلامية في مصر".

وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد نفت أن يكون الشاطر دخل في نقاش مع أعضاء الوفد، مؤكدة أنه حين التقى بهم رفض الدخول معهم في أي حوار رغم محاولاتهم الحثيثة، وطالبهم بالذهاب للرئيس المعزول مرسي بوصفه الرئيس الشرعي للبلاد.

من جهة أخرى، قال رئيس الجمهورية الموقت المستشار عدلي منصور: إن الدولة ستلجأ لفض الاعتصامات المؤيدة للرئيس المعزول مرسي، مضيفاً، في تصريحات إعلامية "إذا لم ينصرف المعتصمون من تلقاء أنفسهم فإن الدولة لن تقف مكتوفة الأيدي، ولا يوجد أحد من أعضاء مجلس الدفاع الوطني يعارض فض الاعتصام، ولا نريد أن نرتكب أفعالاً تؤدي إلى سقوط ضحايا أكثر، وعندما تأخذ الدولة قرارها ستنفذه في الوقت الذي ترى أنه مناسب، والأمر لن يستغرق طويلا". وأضاف منصور "أن العفو عن مرسي وبقية المتهمين من رموز النظام السابق من عدمه متروك للقضاء فقط، وبغض النظر عن أسماء كل من ارتكب جريمة، سيقع تحت طائلة القانون وسيقدم للمحاكمة أمام القاضي المختص، ومهمتي كرئيس موقت ستنتهي بعد تعديل الدستور ثم إجراء انتخابات تشريعية ثم رئاسية ثم عودتي مرة أخرى لمنصة القضاء".

إلى ذلك، أصيب 55 شخصاً بعضهم بطلقات نارية وخرطوش في اشتباكات وقعت فجر أمس بين مؤيدي الإخوان ومعارضيهم بمدينة دمياط الجديدة بعد إعلان المؤيدين نيتهم الاعتصام أمام المركز الإسلامي الطبي. وكان أكثر من ألف شخص قرروا الدخول في اعتصام بدمياط الجديدة أمام منزل أسامة العشري، الذي قتل في اشتباكات منصة الجندي المجهول بالقاهرة في 27 يوليو الماضي، ونصب المشاركون منصة بساحة الاعتصام رددوا من خلالها الهتافات المنددة بالجيش، ما أغضب معارضي مرسي الذين قاموا بالاشتباك معهم لفض الاعتصام وتبادل الطرفان إطلاق النيران والخرطوش مما أدى لإصابة العشرات وتم نقلهم لمستشفي جامعة الأزهر، كما تدخلت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، فيما ألقت سلطات الأمن القبض على 11 متهماً وبحوزتهم زجاجات مولوتوف، وأخلت المركز الإسلامي بدمياط الجديدة وأغلقته بالشمع الأحمر.