في التجربة التي أجراها الشاب الفاعل لأجل الصحة الطبيب "ريان كركدان" على عينة من المشاركين معه في صفحات "المناقشة الصحية" التي تعنى بتبادل المعلومات الصحيحة حول ثقافة الغذاء، والتي أنشأها هو وبعض المهتمين بذات الشأن على مواقع التواصل "تويتر" و"فيس بوك"، كانت النتائج متميزة بكل المعايير، بعدما فقد المشاركون معه ما معدله ثلاثة كيلوات لكل فرد منهم في غضون شهر واحد!

وفي الوقت الذي عزا فيه أكثر المشاركين في التجربة نجاحها إلى "سهولة وصولهم للمعلومات الصحية الصحيحة"، فإنه يجدر أن نتساءل: ماذا لو كان محيط الدائرة أكبر حين تتبناها جهة رسمية ـ وزارة الصحة ـ لتشمل أكبر شريحة في المملكة حين تقدم لهم المعلومات الصحية الموثوقة بشكل سهل وبسيط؟ هنا أزعم أننا سنحتاج لآلة حاسبة لإحصاء عدد المستفيدين! بالطبع سيكون العدد أكبر، خصوصا حين تكون طرق التواصل أكثر إبداعا وأيسر وصولا للشرائح المستهدفة.

في مدينة كـ"جدة" أو"الرياض" أو"الدمام" لن تطلق سراحك إحدى إشارات المرور هناك قبل خمس دقائق كاملة من الوقوف التام عندها، وهي المدة الكافية لمشاهدة "فيلم" مكون من دقيقة ونصف على شاشة عملاقة بجانب الإشارة، يحكي عن خطر مشاكل السمنة أو يعزز التوعية بأهمية المحافظة على نظافة الأسنان، وأجزم أن كل المشاركين في ذات "الإشارة" سيتسنى لهم مشاهدة الفيلم كاملا لمرتين على الأقل! هذه الفكرة مطبقة بالفعل على إحدى شاشات العرض الكبيرة قرب إشارة سير بجانب مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، ولكن ماذا عن مئات الإشارات الأخرى في سائر المدن المختلفة؟

ماذا أيضا عن الرسائل القصيرة؟ ماذا عن تطبيقات الهواتف الجديدة؟ أو المنشورات الذكية ذات الأفكار الخلاقة؟ ماذا عن نشرات البريد الإلكتروني للراغبين في وصولها إليهم؟ أو الساعات الإلكترونية في الملاعب؟ ثم سؤال أكبر، هل هناك أي نوع من أنواع التوعية الصحية السهلة أو حتى الصعبة تصل لطلاب وطالبات المدارس لدينا؟

المبادرات الشخصية لن تكفي بمفردها ما لم تتضافر جهود الجهات ذات العلاقة كوزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم والمؤسسات الصحية؛ لنشر ثقافة التغذية الصحيحة بأبسط الطرق، من أجل الحد من نسبة 30% من المصابين رسميا بأمراض السمنة في المملكة!